الوضع على غاية من الخطورة فعلا، فبعد ان جرت الجولة الأولى من بطولة الرابطة الأولى في غياب النقل التلفزي الذي عوّدتنا به قناة «نسمة» طوال الموسم الماضي باعتبارها صاحبة حقوق البث بمقتضى عقد رسمي يربطها بالجامعة لمدة موسمين متتاليين يبدو ان الأمور لا تسير نحو الانفراج وسيتواصل بالتالي حرمان عشاق كرة اليد من متابعة مجريات بطولتهم المفضلة وهو أمر سيعود بالضرر على هذه الرياضة التي لا تستحق مثل هذا المصير بعد ان أهدت جماهيرها أمتع الأوقات طوال الصائفة المنقضية سواء كان ذلك بمناسبة الألعاب الأولمبية لندن 2012 او البطولة الافريقية للشبان أبيدجان 2012. انطلاقة متعثرة
وقد أكد لنا أمس نائب رئيس الجامعة السيد مراد المستيري ان وضع كرة اليد لا يحسد عليه مبيّنا انه ظل في مكتبه بالجامعة الى غاية الواحدة بعد الزوال يوم السبت الماضي لقبول انخراطات الأندية اي بضعة سويعات فقط قبل ضربة البداية لموسم 20122013 وذلك لعدم قدرة المشرفين عليها على تأمين معاليم الانخراط وبقية المصاريف المترتبة عن اجراءات بداية الموسم..
وأضاف مراد المستيري أن الجامعة كانت تعوّل كثيرا على العائدات المتأتية من حقوق البث التلفزي لتوزيع قسط منها على الأندية من أجل مساعدتها على تأمين انطلاقة الموسم.
كما اتصلنا برئيس الجامعة السد كريم الهلالي الذي أكد لنا بأن الجامعة لم تسجل اي ردّة فعل من إدارة قناة «نسمة» بالرغم من مراسلتها رسميا من قبل المكتب الجامعي حول تنفيذ العقد الذي يربط الطرفين وخاصة في ما يتعلق بتسديد الدين المتخلد بذمة «نسمة» والمقدّر ب 240 ألف دينار.
الحوار متأكد
وقد اتصلنا أمس بمصدر رسمي في قناة «نسمة» لمعرفة موقف القناة إزاء هذه الوضعية فأوضح لنا ان «نسمة» قد سددت المبلغ المتخلد بذمتها عن طريق الكمبيالات الا اننا علمنا ان «الكمبيالة» الأولى لم يقع تسديد مبلغها بعد...
وأضاف مصدرنا بأن «نسمة» قامت بمجهود كبير طوال الموسم الماضي لمصلحة كرة اليد حيث أمّنت 27 حصة من «ناس الهوند» و40 مباراة لحساب البطولة و10 مباريات لحساب الكأس و7 ساعات من البث بمناسبة نهائي الكأس مؤكدا على التكاليف الباهظة التي ترتبت عن هذا المجهود كما أوضح بأن العائدات المتأتية من الاشهار في الفضاء المخصص لكرة اليد تقارب الصفر.
ودعا هذا المصدر الى جلوس الطرفين للتحاور والتنسيق من أجل ايجاد حل يعود بالنفع على الأندية وكرة اليد التونسية بصفة عامة.
هل تنقذ «الجزيرة» الموقف؟
نأمل بدورنا بألا تعرف هذه القضية تصعيدا من شأنه تعقيد الوضعية وقد يكون الحل في بيع حقوق البث الى قناة أجنبية وهو ما يخوّله العقد مع تأمين الانتاج من قبل «نسمة» مع العلم بأن الاتصالات جارية مع «الجزيرة» الرياضية في هذا الاتجاه، وإيمانا منا بالدور الكبير الذي يلعبه البث التلفزي في دعم اشعاع الرياضة فإننا نهيب بالوزير طارق ذياب للسعي نحو إيجاد المخرج الملائم لهذا المأزق خاصة باستعمال علاقاته المتميزة مع أصحاب القرار في «الجزيرة الرياضية».