أي انعكاس منتظر لمقتل السفير الأمريكي وبعض مساعديه في بنغازي على مستقبل المنطقة الجيوسياسي؟ وما مدى صحة المقاربة القائلة بأن القتلة وقعوا في فخ أمريكي من خلال الشريط المسيء الى الرسول الأكرم لاستفزازهم وجرهم الى استعمال العنف ليكون مبررا لدخول قوات أمريكية الى ليبيا لا يمكن التكهن بغاياتها في المنطقة وموعد خروجها منها وتفاصيل مخططاتها؟ الرسميون الأمريكيون وأساسا أوباما وكلينتون اكدوا أن الشريط الذي تم سحبه من اليوتيوب مقزز وإنهم ضد الاعتداء على المقدسات الدينية لكنهم هددوا المعتدين على أمن الناس باسم الدين بأنهم لن يعرفوا سلاما أبدا وهوكلام ينطوي على تهديد واضح، رغم التأكيد بأن الولاياتالمتحدة لا تعادي الشعب الليبي. وتعيد هذه الحادثة الى السطح سيناريو11 سبتمبر 2001 في رواية مزيدة ومنقحة تشي برغبة في مزيد تقسيم الوطن العربي ووضع اليد على مقدراته وثرواته واستهداف دوله الكبرى والغنية.
فهل هي الصدفة وحدها التي قادت السفير الأمريكي الذي «كان يعمل من أجل ليبيا أفضل» كما قالت كلينتون، من طرابلس الى بنغازي ساعة الاحتجاجات المنددة بالشريط المسيء الى الرسول الكريم لتستهدفه أسلحة المحتجين الذين يتردد انهم كانوا عرضة لإطلاق نار قبل أن يردوا الفعل؟
ودون استباق التحقيقات أوالحكم على النوايا المبطنة، فإن هذه الحادثة التي لا تشبه كثيرا ما حدث في عواصم عربية وأجنبية، بما في ذلك مصر واليمن، تفرض على الادارة الأمريكية الاعتذار للشعوب الاسلامية مثل مطالبتها للجميع بإدانة العنف، وهوما تم فعلا من عديد القادة العرب والمسلمين والأجانب، رغم نفيها لأي علاقة لها بالشريط.
ويبقى على التونسيين حكومة ومعارضة ومجتمعا مدنيا مزيد اليقظة والتوحد أمام التحديات المطروحة على المنطقة وانتشار الأسلحة الثقيلة والخفيفة في المنطقة والتي توجد في الغالب لدى مجموعات متشددة تعارض المشاريع المجتمعية الحالية وترفض الآخر والحوار معه.