ما بين شهري أوت وسبتمبر فترة زمنية تنطفئ فيها جميع الأزهار على أراضي الجهة، ولا تجد النحلة التي تخرج باحثة عن الرحيق أمامها الا زهرة الكلتوس التي تُزهر في هذا الوقت والتي تشكو غاباتنا المغروسة نقصا كبيرا منها.. ويرى أغلب مربيي النحل بالمنطقة أن شجرة الكلتوس ذات أهمية خاصة وذلك لسببين أولا لأنها تُزهر في وقت تكون فيه أراضي المنطقة قاحلة من كل أنواع الأزهار، اضافة إلى كونها تأتي مباشرة بعد أن يكون النحالة قد جمعوا عسل جويلية، وتكون النحلة في حاجة إلى تجديد مخزونها، وثانيا أن عسل الكلتوس من أرفع أنواع العسل وأكثرها فائدة للأمراض الصدرية على حد تعبير البعض منهم.
ويرى مراد المنصوري الذي يعتبر من أبرز مربيي النحل بالجهة من حيث عدد البيوت التي يملكها، ومن القلة القليلة الذي يتنقل بنحله بين الجهات، حيث لا وجه للمقارنة مثلا بين عمدون وسجنان من ناحية غابات الكلتوس التي تكاد تنتشر في هذه الأخيرة بكل مكان، مع العلم أننا بعمدون نملك من الجبال والأودية الكثير والقابلة لتكون غابات كثيفة من هذه الشجرة وهو ما قد يخفف العبء عن النحّال ويعفيه من التنقل بعيدا.
ومعظمهم يتمنى أن تدرج هذه الغراسات ضمن سياسة التشجير من هنا فصاعدا، لأن ذلك يعني وضع قطاع النحل ضمن المشاريع التي يجب تنميتها بالجهة، فرغم أن معظم مربيي النحل بعمدون هم من الهواة، ولا يملكون مناحل يُعتد بها الا أنها تنُتج أفضل أنواع العسل.