سيدى بوزيد 17 سبتمبر 2010/ وات/ تملك ولاية سيدى بوزيد منذ القدم تقاليد عريقة في تربية النحل وقد شهد هذا القطاع العديد من التطورات بفضل ادخال العديد من التقنيات العصرية ومستلزمات التربية من ذلك الخلايا العصرية وفرازات العسل والالات التقنية كالشمع لتحتل بذلك الولاية المرتبة الرابعة وطنيا في هذا المجال. وقد وصل عدد المنتجين المنتشرين في مختلف مناطق الجهة اكثر من 400 مربى يمتلكون حوالى 4400 جبح وقدر الانتاج ب 48 طن من العسل. ويكتسى قطاع تربية النحل اهمية كبرى لما له من ادوار ومتنوعة على مختلف الاصعدة خاصة على المستوى الاقتصادى حيث يستوعب عددا هاما من اليد العاملة او كذلك من حيث المنافع الغذائية والطبية التي توفرها مادة العسل كاستعمال سم النحل فى التداوى من عدة امراض عبر الوخز وايضا على مستوى المحافظة على التوازن البيئى والتنوع البيولوجى خاصة الدور الحيوى الذي تقوم به النحلة في تلقيح ازهار النباتات الطبيعية والاشجار المثمرة كاللوز والخوخ والمشمش والمحافظة عليها من الانقراض والترفيع فى المنتوج الفلاحى. وتتم عملية التربية عبر ايلاج خلايا النحل في صناديق عصرية ذات مواصفات ومعايير موحدة عالميا باماكن بيئيا سليمة ومزهرة لتلاءم التواصل الحيوى للنحلة وضمان انتاج وفير في السعل وبقية منتجات النحل كاللقاح والصمغ والشمع والغذاء الملكى. ويرتكز قطاع تربية النحل اساسا على التنقل لعدة اماكن مختلفة الازهار نوعا وكما حسب الفصول وتنوع الاليات لايصالها وتقريبها من اماكن الرعى. وعلى النحال ان يكون عارفابانواع الاعشاب والاشجار المزهرة واماكن تواجدها وتاريخ ومدة ازدهارها كما يجب ان يكون ملما بالمناخ ومتابعة اماكن الامطار ذات الرطوبة العالية وطرق التربية وتغذية النحل والامراض واليات التعامل معها خاصة في الافراق والمداواة وجنى المنتوج. غير ان القطاع لازال يشتكى من عدة صعوبات خاصة على مستوى الانتاج حيث ان معدل انتاج الجبح الواحد سنويا لا يتجاوز 10 كلغ بل وصل مؤخرا الى 5 و 6 كلغ وهى نسبة ضعيفة مقارنة بالمعدل العالمى الذي يقدر بحوالى 30 كلغ. ومن العوائق ايضا صعوبة الترويج وعدم وجود مسالك توزيع منظمة تمكن المنتجين من ترويج منتوجهم بسهولة اذ يباع اغلب الانتاج بطريقة تقليدية ولا تستوعب المحلات الكبرى سوى نسبة ضنيلة من مجموع الانتاج . كما يواجه اصحاب المناحل بسيدى بوزيد خلال السنوات الاخيرة العديد من الصعوبات نتيجة انحباس الامطار وما ادت اليه من نقص في المراعى الشىء الذي اجبرهم على التنقل الى مناطق بعيدة بحثا عن المناطق المزهرة ويذكر السيد بشير الغربي مربى نحل بمنطقة الصندوق منذ اكثر من 15 سنة وصاحب اكثر من 70 خلية انه قد اضطر الى البحث عن مراعى بجهة الكاف مما اجبره على تكبد مصاريف اضافية تتمثل في كلفة التنقل والحراسة وكراء المرعى. كما اشار الى نقص الادوية وارتفاع اسعارها ويدعو بالمناسبة الى المساعدة في تاسيس جميعة لمربى النحل بالجهة قصد تنظيم القطاع وتوفير الاحاطة والارشاد . ومن جهته بين السيد عبد الرزاق غابرى مربى من معتمدية المكناسى منذ اكثر من 20 سنة وصاحب 40 خلية نحل ان القطاع شهد في السنوات الاخيرة غياب الدعم والمنح خاصة في ظل الظروف المناخية الحالية وندرة المرعى وتلوث المحيط بالادوية والمبيدات وصعوبة استبدال الخلايا التقليدية باخرى عصرية وعدم برمجة حلقات تكوينية وملتقيات علمية في الغرض ودعا الى تنظيم المربين ضمن مجموعات وهياكل مهنية تمكنهم من الضغط على الكلفة والرفع من المردودية والتحكم في حلقات الانتاج والترويج.