مع تواصل المظاهرات المنددة بفيلم «براءة المسلمين» في البلدان العربية امتدت حمى الاحتجاجات الى عواصم عديدة في أوروبا وأستراليا ، فيما هدد النازيون الألمان بعرض الفيلم المسيء الى الرسول صلى الله عليه وسلم في برلين. وانطلقت الاحتجاجات المنددة بالفيلم من لندن حيث نظّمت الجالية المُسلمة في بريطانيا مظاهرة أمام السفارة الأمريكية رافعين لافتات تحمل شعارات مُناوئة لأمريكا وللغرب، أحرقوا خلالها العلمين الأمريكي والاسرائيلي. وتصدّت الشرطة، مُعززة بست آليات، للمُتظاهرين الذين قُدّر عددهم بحوالي 150 شخصا. وفرضت الشرطة طوقين أمنيين حول السفارة منعا من وصول المحتجين اليها. وفي بلجيكا، اعتقلت الشرطة حوالي 120 شخصا خلال ظاهرة ليلية في انفير (شمالا) تخللتها اشتباكات مع قوات الأمن عندما حاول المتظاهرون الخروج الى شارع رئيسي. وأطلق المتظاهرون هتافات معادية للولايات المتحدة وأحرقوا العلم الامريكي.
وحدثت احتجاجات عنيفة في مدينة «سيدني» بأستراليا حيث تظاهر المئات من المسلمين الغاضبين أمام القنصلية الأمريكية ورشقوا مبنى القنصلية بزجاجات وأحذية، رافعين لافتات تدعو الى معاقبة من يهين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. وحاولت الشرطة الأسترالية منع المحتجين من الوصول الى القنصلية، مستخدمةً الكلاب البوليسية، ممّا أسفر عن اندلاع اشتباكات بين الجانبين. وذكرت وسائل اعلام استرالية أن الشرطة لجأت الى استخدام الفلفل الحار لتفريق المحتجين.
وفي السويد، اعترض شباب وفتيات مسلمون على عرض الفيلم المسيء الى النبي في احدى الصالات، مرددين هتافات «الله أكبر» وحاولوا تحطيم أجهزة العرض لكن قوات الشرطة السويدية تدخلت لمنعهم من ذلك بالقوة.
وفي باريس، قامت الشرطة الفرنسية بالقاء القبض والتحقيق مع حوالي مئة شخص شاركوا في مظاهرة دون الحصول على تصريح بالتظاهر بالقرب من السفارة الأمريكية التي تقع على مقربة من قصر الرئاسة الفرنسية «الاليزيه».
ونقلت قناة «بي آف آم تي في» التلفزيونية عن مصدر بالشرطة قوله أن «العشرات من الرجال والنساء والأطفال، ومن بينهم سلفيون، تظاهروا بشكل عشوائي بمحيط السفارة الأمريكية واشتبكوا مع عناصر الشرطة الذين تدخلوا لتفرقة التظاهرة».
وأضاف المصدر إن «المتظاهرين كانوا يحاولون الوصول الى مقر السفارة الأمريكية ولكن قوات الأمن منعتهم من ذلك على بعد ما يقرب من 300 متر ولم يصلوا الى مقر السفارة أو قصر الاليزيه». وأضاف أن «ما بين اثنين الى ثلاثة من رجال الأمن والشرطة الفرنسية أصيبوا خلال الاشتباكات». وقال ان «الشرطة ألقت القبض على حوالي مئة متظاهر للتحقيق معهم».
ودعا رئيس «المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية»، محمد الموسوي، في تصريحات صحفية الى «عدم الربط بين جميع المسلمين في فرنسا والأحداث التي شهدها محيط السفارة الأمريكية بباريس». وقال الموسوي، انه «يتعين على المسلمين أن يستخدموا الوسائل المشروعة والعادلة للدفاع عن دينهم»، مشيرًا الى أن «هذه الرسالة بعث بها أئمة المساجد في فرنسا خلال صلاة الجمعة».
ومن جانبه، أكد عميد مسجد باريس الكبير، الشيخ دليل أبو بكر، في مداخلة مع قناة «بي آف آم- تي في» أن «نجاح السلفيين في حشد مئات الأشخاص في وقت سابق بالقرب من السفارة الأمريكية بالعاصمة الفرنسية، يعد أمرًا خطيرًا جدًا».
أما في ألمانيا، فقد أكد وزير الداخلية، هانز بيتر فريدريش، بصورة حاسمة أنه يعتزم منع جماعة ألمانية يمينية متطرفة من عرض الفيلم المسيء الى الرسول محمد عرضا علنيا أمام الجمهور.
وقال فريدريش في حديث مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية «مثل هذه الجماعات والمنظمات ترغب في استفزاز الاسلاميين الذين يعيشون في ألمانيا». وأضاف قائلا «علينا أن نقاوم هذا بكل الوسائل القانونية المُتاحة».
وكانت جماعة «برو دويتشلاند» اليمينية المتطرفة قد أعلنت على موقعها بشبكة الانترنت عن رغبتها في عرض الفيلم المسيء الى الاسلام في برلين دون أن تحدد موعدا أو مكانا لذلك.
وقال زعيم الجماعة، مانفريرد روهز، للمجلة انه يريد عرض هذا الفيلم المثير للجدل بكامله في برلين، مضيفا «ما يهمنا هو حرية الفن وحرية الرأي». حسب زعمه.