بالعودة الى التاريخ نتعثّر بتصريح لجون آدامس ثاني رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية (حكمها من 1797 الى 1801) وذلك بعد عامين من استقلال بلاده «توجد دول أخرى يتعيّن إمضاء معاهدات معها في أقرب الآجال...وأعني هنا المغرب وولايات الجزائروتونس وطرابلس». هذه التوصية تم تنفيذها في نهاية مارس من عام 1799 بتوقيع أول اتفاقية للصداقة والتبادل التجاري بين تونسوالولاياتالمتحدة. وتمّ بعث أول قنصليّة أمريكيّة بتونس يوم 20 جانفي 1800 وكان مقرها ساحة العملة. وفي عام 1865 عَيّنت تونس سفيرا لها لدى الولاياتالمتحدة. وفي 17 ماي 1956 اعترفت الولاياتالمتحدة بسيادة الدولة التونسية ونقلت مقرّ سفارتها إلى شارع الحرّية.
بعد عام من استقلال تونس تمّ إمضاء اتفاقية تقدّم وفقا لها الولاياتالمتحدة المساعدة الفنية والاقتصادية لتونس. وتشير الأرقام الأمريكيّة إلى أنّ تونس حُظِيَت بمساعدة وكالة التعاون الامريكية لتحصل خلال 35 سنة من تواجد الوكالة في تونس على 1.4 مليار دولار في شكل قروض بفوائض منخفضة وهبات وبرامج للدعم الفني ومبيعات ومواد فلاحيّة.
كما أسهمت الوكالة في بناء مطار تونسقرطاج وفي تشييد عدد من المشاريع الضخمة الاخرى على غرار سد وادي نبهان وشبكات الري والقنوات بالمناطق الوسطى والطرقات السيارة والجسور بمختلف مناطق تونس بالاضافة الى تحسين شبكات الماء الصالح للشراب هذا بالاضافة الى استقبال تونس عام 1961 لفريق من فيلق السلام وهي أول دولة عربيّة تستقبل هؤلاء المتطوعين ليستمر التعاون طيلة 34 سنة زار خلالها 2382 مواطنا أمريكيا متطوعا في فيلق السلام لتقديم المساعدة للخبرات التونسية في مجالات شتّى.
وتبقى الزيارة الّتي أدّاها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة إلى الولاياتالمتحدة الأمريكيّة سنة 1961 حدثا لافتا ميّز تاريخ العلاقات بين البلدين وطبع ما تحوزه بلادنا من مكانة لدى الأمريكيين الّذين مثلما أبهرهم استقلال بلادنا عن فرنسا ووقوفها حينها من أجل أن تنال تونس الاستقلال التام فإنّهم كانوا من الداعمين الأوائل لثورة 14 جانفي ويبقى مشهد وقوف أعضاء الكونغرس محيين الشعب التونسي عالقا في الأذهان. فهل تؤثر حادثة السفارة على مستقبل هذه العلاقات التاريخيّة والعميقة؟