تونس الصباح غادر تونس أمس وفد من الكنغرس الأمريكي يرأسه النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا أدام شيف Adam Shiff. وكان ضمن الوفد 4 أعضاء آخرين في الكنغرس اثنان منهما من الحزب الديمقراطي هما سالمون أورتيز وحين قرين (وكلاهما من التكساس) والآخران من الحزب الجمهوري وهما كليف ستيرنز(من فلوريدا ودونالد مانزيلو (ايلينوا). وأعرب رئيس الوفد الامريكي قبل مغادرته تونس في تصريح قصير ل«الصباح» عن " انبهاره بتونس وبالتقدم الكبير الذي تحقق فيها لفائدة المجتمع التونسي.. وانبهاره بتقدم المرأة والاسرة التونسية وبرهان تونس المبكر على الانسان والموارد البشرية.. " كما عبر النائب الديمقراطي أدام شيف في تصريحه ل«الصباح» على هامش مشاركته حفل الاستقبال الذي نظمته السفارة الامريكيةبتونس بمناسبة العيد الوطني الامريكي عن "الانبهار بوضوح الرؤية السياسية التي اكتشفها لدى القيادة التونسية.. ولدى ممثلي مجلسي النواب والمستشارين في تونس..". ونوه رئيس الوفد البرلماني الامريكي ب"ايجابية الحوار المفيد والمثمر والصريح الذي دار بين الوفد الامريكي والوفد البرلماني التونسي الذي يمثل جمعية الصداقة البرلمانية التونسيةالامريكية برئاسة السيد التيجاني الحداد وعضوية ممثلين عن مجلسي المستشارين والنواب.. وشمل مختلف القضايا المدرجة في جدول أعمال الزيارة في مناخ ودي وحميمي كان أفضل بكثير من توقعات الوفد الامريكي.. ومكن من فهم الوفد بدقة أكبر لحقيقة التقدم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي الذي تحقق في تونس.. بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي".. حضور تونس رفيع المستوى وقد حضر أعضاء وفد الكنغرس مساء أول أمس حفل الاستقبال السنوي الذي تنظمه السفارة الامريكية بمناسبة عيدها الوطني.. والذي اريد له هذا العام أن يكون في نفس الوقت حفل توديع السفير الامريكي الحالي السيد روبير قوداك (Robert F. Godec) وعدد من أبرز مساعديه.. وجاء في الكلمة التي القاها السفير الامريكي في الحفل أن " وفد الكنغرس انبهر بتونس وبالانجازات التي تحققت فيها لفائدة الشعب التونسي". وقد دعي إلى حفل العيد الوطني الامريكي هذا العام عدد كبير من الرسميين التونسيين والديبلوماسيين المعتمدين بتونس إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني والاحزاب السياسية والمنظمات المعترف بها.. ملفات وحسب مصادرمطلعة فان زيارة البعثة الامريكية إلى تونس جاءت في سياق الجولات التي يقوم بها أعضاء الكنغرس في المنطقة لمناقشة مسائل اقليمية ودولية منها بالخصوص التحديات الامنية والسياسية التي تواجه كل شعوب المنطقة ودولها بسبب طول مرحلة التوتر العسكري على الساحة الفلسطينية الاسرائيلية وفشل جهود احلال تسوية سلمية حقيقية ودائمة في المشرق العربي.. تقوم على أساس رفع المظلمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ عقود.. وخاصة منذ سبتمبر 2000 عندما اقترن الاحتلال بتصعيد القمع وبفرض حصار اقتصادي ومعيشي ووظيفي على ملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.. كما شمل الحوار المستجدات في المنطقتين المغاربية المتوسطية والعربية الاسلامية بعد وصول اليمين المتطرف الى الحكومة في اسرائيل.. والمستجدات في ايران وفلسطين والعراق وافغانستان وباكستان وملف التهديدات الأمنية والعسكرية في المنطقة. حركية.. وكان عاما 2008 و2009 شهدا محطات مهمة في العلاقات الثنائية التونسيةالأمريكية بينها مشاركة وفد من مجلسي النواب والمستشارين في تونس برئاسة السيد التيجاني الحداد في حفل تنصيب الرئيس الامريكي الجديد باراك أوباما.. وزيارات وفود من الكنغرس وقائد القوات الامريكية المكلفة بافريقيا المستقرة بالمانيا الى تونس.. الى جانب زيارة أدتها وزيرة الخارجية الامريكية السابقة رايس الى تونس والدول المغاربية موفى العام الماضي.. فضلاعن زيارات اداها الى الولاياتالمتحدة بالخصوص وزراء الخارجية السيد عبد الوهاب عبد الله والدفاع السيد كمال مرجان والتعاون الدولي السيد محمد النوري الجويني والرئيس المديرالعام لوكالة الاتصال الخارجي والسيد أسامة الرمضاني.. ونظمت في واشنطنوتونس تظاهرات ثنائية عديدة شاركت في تنظيمها الوكالة التونسية للاتصال الخارجي وجمعية الصداقة التونسيةالامريكية برئاسة الاستاذ المنصف الباروني والغرفة التونسيةالامريكية التي تولى رئاستها الى حدود الشهر الماضي رجل الاعمال السيد المنذر بن عياد.. السفير الامريكي الجديد في تونس يذكر أن البيت الابيض سبق أن أعلن عن تعيين غوردن غراي سفيرا جديدا للولايات المتحدةبتونس خلفا للسفير لروبرت غوداك الذي استلم مهامه نهاية 2006، ضمن تعيينات جديدة شملت عشرة سفراء. وقد عمل غراي مساعدا للسفير الأمريكي في بغداد منذ جوان 2008 وكان قد تولى منصب مساعد نائب وزيرالخارجية مكلف بشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الامريكية بداية من 2005، بعد أن تولى لثلاث سنوات منصب مساعد السفيرالامريكي بالقاهرة. كما عمل في واشنطن مديرا للمكتب الإقليمي لمكافحة الإرهاب. وكان غراي قد تولى قبل ذلك عدة مهام دبلوماسية في المغرب والأردن والباكستان وكندا.. علاقات تاريخية وتراهن الادارة الامريكية في عهد اوباما على تحسين حقيقي لعلاقاتها بالعالم العربي والاسلامي تكريسا لما ورد في خطابي الرئيس اوباما في انقرة والقاهرة من دعوات الى المصالحة بين الغرب والثقافات العربية والاسلامية وطي صفحة المواجهة والقطيعة التي استفحلت في عهد ادارة بوش الابن. والعلاقات الديبلوماسية بين تونسوالولاياتالمتحدة تعود الى أكثرمن مائتي سنة. وقد بدأت هذه العلاقات يوم 26 مارس 1799 عند إمضاء اتّفاقية الصّداقة والتبادل التجاري بين الدولة التونسيةوالولاياتالمتحدةالأمريكية.