وقال توفيق الجريدي كاتب عام فرع قابس ان 6 من الشبان الموقوفين قد توجهوا الى مقر الرابطة مطالبين برفع قضية عدلية ضد رجال الامن الذين عنفوهم مصحوبين بشهائد طبية وصور تؤكد حجم العنف الذي تعرضوا له واكد الجريدي تنديد الرابطة بكل اشكال العنف التي يتعرض لها المواطن والمطالبة باجراء تحقيق في الموضوع حتى لا يفلت احد من العقاب لان في ذلك تشجيعا للتعذيب والمعاملة القاسية علما واننا كنا من اول مناهضي التعذيب الذي وقعت عليه تونس وكنا كرابطة ناضلنا قبل الثورة ضد كل الممارسات التي كان يعتمدها النظام البائد وخلنا ان بعد الثورة ستتغير الامور وتنتهي كل اشكال العنف الممارس على المواطن من قبل رجال الامن لكن الامور ظلت على حالها والمشكل الحالي هو ان الممارسات التي فيها الكثير من العنف تكررت في العديد من المناسبات بدءا بما حدث في مستشفى الهادي شاكر بصفاقس واحداث الحنشة الاخيرة ووفاة المواطن عبد الرؤوف الخماسي واخرها ما حدث لابنائنا من منطقة شاطئ السلام وهناك الان شبه اعتراف من وزارة الداخلية بحالات التعذيب الممارسة ضد المواطنين اثناء البحث والتحقيق او في مواقع التحركات او في سيارات الشرطة او في مراكز الامن وهو عنف مبالغ فيه والغاية منه ترهيب الناس وتخويفهم ونزع الاعترافات منهم بالقوة وهو عمل مجرم دوليا وجرمه القانون التونسي ووجه الجريدي دعوته للحكومة للحد من التجاوزات الممارسة ضد حرية المواطن وسوء المعاملة والتصدي للاعتداءات المتواصلة كما وجه دعوته للمجتمع المدني للتحرك الميداني للتصدي لهذه السلوكات هذا وقد التقت (الشروق) مع عدد من الموقوفين المفرج عنهم الذين تحدثوا بنبرات حزينة عن كل ما تعرّضوا له أول من تحدث الينا واكثر المتضررين على مستوى الوجه والبدن كان فريد الضحاك (30سنة) وهو سمكري قال انه كان جالسا امام منزله عندما سمع بخبر المواجهات فما كان الا ان توجه الى مكان تواجد رجال الامن ويديه وراءه ليعلمهم بان القنابل المسيلة للدموع التي رموها وصلت الى المنازل وان هناك الكثير من المتضررين من العجز والاطفال حينها انهالوا عليه ركلا ولكما وعنفوه ورموه في السيارة وخاطبوه بلهجة فيها الكثير من التجني والاستفزاز كما واصلوا ضربي قائلين (سنأكلكم جميعا) وقال احد رجال الامن (من منكم جائع فلياكل معي) ونفس الشيء داخل اروقة منطقة الامن بقابس وتواصل تعذيبي مع رفاقي من التاسعة ليلا الى الثالثة فجرا اما عاطف الزرلي (30 سنة) عامل بمقهى فقال انه كان عائدا من عمله في حدود الواحدة والنصف ليلا وفي مستوى الطريق الرابطة بين بوشمة ومنطقة شاطئ السلام تعرضت دراجته الى عطب فحاول جرها الى مستوى السكة اين سقط بجانبه الغاز المسيل للدموع فقدت الوعي حينها شاهدني رجال الامن وانهالوا علي ضربا ولم افق الا عند سماع احدهم يقول ( انزعوا له سرواله) وواصلوا ركلهم لي ونقلوني بالسيارة الى منطقة الامن اين نفذوا في وبقية الموقوفين ما اراد لهم علما انني قد فقدت اثناء الاعتداء 2 هواتف نقالة وكان مكرم الزيدي (27سنة) عاطل عن العمل قد تعرض للتعنيف في مستوى مقبرة شاطى السلام واعتدوا عليه بواسطة العصي والخوذات واركبوني بمعية 3 اخرين في سيارة وقد تمكنت من الهرب معهم بالقفز من السيارة وقد توجهت الى مستشفى قابس حيث تعرضت الى كسر على مستوى الكتف الى جانب اضرار في الانف والفك السفلي وقد فقدت وانا في سيارة الشرطة ما قيمته 280 دينارا وهاتفا نقالا لم يتم تسجيلها اثناء التحقيق معي في المنطقة اما عاطف بالتوهامي (32سنة) عاطل عن العمل انه كان بمعية ابن عمته لايصاله الى شاطى السلام علما انه لايقطن بهذه المنطقة وفي الطريق تفاجا بوجود المواجهات فتركت له المجموعة الامنية الاولى فرصة المرور اما المجموعة الثانية فتم اعتداء احدهم عليه بواسطة خوذة وعصي وهو فوق دراجة من نوع (فاسبا) كما اسقطوه ارضا ونوعوا من طريقة تعذيبهم له وكان ابن عمته قد تحصن بالفرار ومن مخلفات الاصابة 5خرز في مستوى العين وراحة ب 10 ايام وشهادة طبية براحة لمدة 18 يوما لكامل البدن وختم الموقفون المفرج عنه حديثهم (للشروق) بالقول بان طريقة تعامل رجال الامن مع المواطنين بشكل عنيف بعد ثورة حررتهم لن تزيد الا في تعكير العلاقة بين المواطن ورجال الامن وماذا سينتظر منا رجل الامن اذا غيرنا نحن من سبل التعامل معه مؤكدين تمسكهم بتتبع كل الذين اعتدوا عليهم علما ان بعضا من رجال الامن اثناء مغادرة الموقفين لمنطقة الامن قد اعتذروا لهم عما صدر منهم ونشير في الختام ان الموقفين المفرج عنهم قد غادروا الايقاف بشرط عدم العودة للتظاهر واحداث الشغب ومطابتهم بتهدئة خواطر الاهالي بشاطئ السلام في انتظار استدعاء رسمي لهم للمحكمة للحضور لجلسة في قضية بعنوان «التشويش واحداث الشغب».