اتخذت إدارة إذاعة صفاقس قرارا بالاستغناء عن المتعاونين الخارجيين بداية من غرة أكتوبر المقبل بتبريرات مفادها الضغط على المصاريف في قرار فاجأ العديد من مستمعي إذاعة صفاقس وتحول إلى حديث القاصي والداني خاصة على مواقع التواصل الإجتماعي. فقد بلغ الأمر حدّ إمضاء عريضة هي الآن بين أيادي العديد من المستمعين جاء فيها ما يلي: «نحن الممضون على هذه العريضة مستمعو ومستمعات إذاعة صفاقس، نتوجه إلى كل المعنيين بالأمر سواء في الإدارة العامة أوفي إدارة إذاعة صفاقس بطلب مراجعة القرار الصادر أخيرا والقاضي باستبعاد المتعاونين الخارجيين ، فبعد أن كنا نعتقد أننا قد قطعنا مع مثل هذه الممارسات الإقصائية التي تذكرنا بسياسات العهد السابق وأساليبه التعسفية في إقصاء الكفاءات ، ها نحن نصطدم من جديد مع مثل هذه القرارات التي لا تنصف المبدعين ولا تراعي الكفاءات فالعمل الإذاعي موهبة وحضور قبل أن يكون شهادات وعقود. ويضيف نص العريضة « داخل الإذاعة مجموعة من ركائز الإذاعة وأعمدتها - وإن كنتم تعتبرونهم حاليا من «المتعاونين» – نرفض أن يتم إقصاؤهم خاصة وقد أثبتوا كفاءتهم ووطنيتهم وإخلاصهم لمهنتهم وقدرتهم على تحمل المسؤولية في أصعب الظروف والأوقات وبرهنوا بما لا يدع مجالا للشك على حرفيتهم وموهبتهم وقدرتهم على شد المستمعين وإفادتهم، ومن هذا المنطلق نجدد نحن المستمعون تمسكنا بحقنا في عودة هذه الأصوات إلى المصدح وفسح مجالات الابداع أمامها». إلى هنا ينتهي نص العريضة، وقد لا نضيف عليه الكثير، بل إن إضافتنا ستتناول زاوية أخرى نلخصها في تراجع أداء إذاعة صفاقس ، ففي الفترة الأخيرة لاحظ المستمعون تراجعا كبيرا يعزى إلى عدة أسباب ليس مجالها الآن ، والمطلوب تدعيم الإذاعة بوجوه جديدة «تترسكل» وتتدرب على الوجوه القديمة وتكسب خبرتها وتجربتها ، لا إقصاء أصوات ونجوم وخبرات تمتلك من الدراية والموهبة والحرفية الشيء الكثير بتعلة الضغط على المصاريف، فللعمل الإذاعي والإعلامي خصوصية تجعله يختلف عن بقية المرافق التي ربما تستدعي الضغط على المصاريف، أما العمل الإذاعي فيستوجب فتح الأبواب أمام الناجحين ، والناجحون قلائل، بل إن نجاح بعضهم يتجاوز حدود الإذاعة الجهوية ، لكن مع ذلك اكتسبوا شهرة ونجومية تتجاوز ربما شهرة العاملين في بعض الفضائيات.. لست هنا من المدافعين عن عبد الكريم قطاطة أوابتسام المكور أورضا بسباس أورضا السويسي أورياض يعيش أوالنوري الشعري وغيرهم الكثير، فبعض هذه الأسماء مما ذكرنا ومما لم نذكر، أكبر من الدفاع عنها، والمطلوب العدول عن هذا القرار احتراما لقيمة هؤلاء وللمستمعين الذين يطالبون بالعدول .. الموضوع سوف نعود إليه بأكثر تحليل ، على أننا نتمنى أن لا نعود إليه أصلا بالعدول عن قرار الإقصاء هذا ..