صفحات كاملة فتحت ....والاف الامضاءات على ال«فايس بوك» ترفض قرار المنشط والمخرج والاعلامي الكبير عبد الكريم قطاطة الرضوخ لقرار الاستغناء عنه وغيره من المتقاعدين او المتعاونين الخارجيين.....الخبر نزل على احباء عبد الكريم قطاطة كالصاعقة. هل من السهل تصور اذاعة صفاقس دون اعمدتها وعلى راسهم العميد عبد الكريم قطاطة أو ابتسام المكور اوعبد المجيد شعبان؟ وهل وأن الحصة التوديعية لعبد الكريم قطاطة لمستمعيه هي اشارة لاذعانه والتزامه بقرار الادارة وتخليه عن جمهوره الكبير؟ بداية يعترف عبد الكريم قطاطة بقانونية القرار في شجاعة نادرة لكنه يستدرك : «القرار في حد ذاته منطقي في قراءته الاولى لان الاولوية يجب ان تكون في المطلق للقارين. ولكن اسأل وبشكل انكاري وبعيدا عن شخصي هل بامكان اذاعة صفاقس الاستغناء عن الزميل عبدالمجيد شعبان ذلك النبع الغزير من المعرفة وكواحد من افضل المحللين السياسيين عربيا؟؟ هل تستغني اذاعة صفاقس عن ابتسام المكور التي تعد واحدة من افضل المنشطات في المشهد السمعي التونسي ؟؟ وهنالك آخرون لا يقلون اهمية عن هذا الثنائي ومن الظلم الا تنتفع اذاعة صفاقس بخدماتهم ثم هنالك مجالات لا تحتمل مثل هذا الغبن لانها تتشكل من مفصلين هامين الموهبة اولا وهي هبة من الله ولا تدرس في اية جامعة ولا يمكن حصرها في الاطار الوظيفي ثم الخبرة التي تستفيد منها المؤسسة اولا وبعض ابناء الدار الذين يخطون خطواتهم الاولى في حياتهم المهنية دون اعتبار ان هذه النقطة الاخيرة تثير سخط البعض من هذا البعض خاصة بعد قيام الثورة اذ انهم يصنفون انفسهم في مدار النجوم. وهي بداية النهاية لكل مسيرة ولم يستوعبوا يوما لا مقولة سقراط العظيم الذي ختم ابحاثه ب«علمت انني لا اعلم شيئا» ثم وهو الافدح لم يستوعبوا قول الحق «وما اوتيتم من العلم الا قليلا»....
لكن للمسالة جذور بعيدة ؟
لابد من الاشارة اني في اواخر سنة 2001 ولعدة اسباب لعل اهمها اقصاء اذاعة صفاقس من اشعاعهاوذلك بتقليص حجم بثها لتصبح اذاعة في داموس لا يتجاوز صداها بعض الكيلومترات.
امام هذا الاجرام الاعلامي قررت ان انسحب بعد كل المراسلات التي اعربنا فيها عن رفضنا لهذه الاهانة الصارخة لاذاعة الاربعين من عمرها ولثاني اقدم اذاعة جهوية عربيا واولاها افريقيا وقد ضرب انذاك اباطرة الاعلام تلك الاحتجاجات عرض المزابل والذين وجدوا انفسهم بعد 14 جانفي في داموس القمامات وكان في نيتي الا اعود الى اذاعتي الا متى رفعت تلك المظلمة عليها الا اني وبالتحديد يوم 15جانفي 2011 وجدتني في الاستوديو صحبة زميلتي ابتسام لنجتهد في تحمل المسؤولية التارخية بعد هبة الشعب التونسي واجبار الحاكم على الرحيل.
بعد تلك الحصة دعاني مدير اذاعة صفاقس انذاك لمكتبه وقدم لي شكره العميق على مساهمتي التي تحلت وحسب تعبيره بروح وطنية عالية ومسؤولة وطلب مني ان اكون جاهزا للانتاج في تلك المرحلة بالذات.
ثم بدات المتاعب ؟
بداية من الغد يوم 16 جانفي كلفت بحصة مشتركة مع الزميل كمال بوخذير للمواصلة في نفس النهج. ومثلما حدث في حصة 15 جانفي دعاني مرة اخرى للتعبير عن امتنانه ورجاني مرة اخرى ان اقف مع اذاعتي وبلدي في مثل هذه الظروف العسيرة وجددت له التزامي باعتبار ان واجبي تجاه بلدي يحتم ان امد يدي مع المجموعةخدمة لبلدي .
وبدأت المتاعب كما ذكرت..... اشكال المتاعب كانت متنوعة يمكن اختزالها في تغييبي الكامل حتى نهاية اشراف المدير على ادارة المؤسسة ؟؟؟؟؟؟؟ وفي افريل 2011 وقعت دعوتي من طرف الادارة الجديدة ممثلة في مديرها السيد محسن التونسي للعودة الى الانتاج ضمن نفس الفضاء الذي كنت انتجه منذ التسعينات والمعنون ب«اذاعة بالألوان».
وعدت للانتاج في 6 ماي 2011 كمتعاقد باعتباري متقاعدا مع التاكيد وللامانة ان هنالك من الزملاء من فعل المستحيل للي ذراع الادارة حتى لا اعود كل لغاياته لكن رغبة الادارة وخاصة المستمع حالت دون ذلك .. وعدت مثلما عاد بعض الزملاء المتعاونين الخارجيين لاني الوحيد الذي انتميت وظيفيا لمؤسسة الاذاعة والتلفزة التونسية منذ 1971.
هل تخليت عن مستمعيك وهم بالآلاف ؟
في الاسبوع الاخير وصلت مذكرة من رئاسة المؤسسة مفادها ان المؤسسة ستستغني نهائيا مركزيا وجهويا عن المتعاونين الخارجين وعن المتقاعدين من ابناء الدار وذلك لفسح المجال لابنائها القارين في كل المجالات صحافة وانتاجا وذلك بداية من اكتوبر القادم امام هذه المذكرة اتخذت قراري بالانسحاب واعلمت المدير الحالي بقراري ووجدت منه كل التعاطف والتفهم و كان له رجاء بعدم غلق الابواب لان المذكرة تترك المجال لكل المديرين لامكانية التعاون مع البعض من المعنيين بالاقصاء متى كانت الحاجة ملحة وانسحابي اردت من خلاله ترك المجال للقائمين على شؤون المؤسسة كي يتدبروا امور برمجتهم مسبقا وفي نفس الآن كرامتي لا تسمح لي في مثل هذه الحالات بالمواصلة مادام المؤجر في غنى عن الاجير. لا اشك لحظة في وفاء المستمعين وهم الثروة الوحيدة التي امتلكتها وقد تاثرت كثيرا للسيل المنهمرمن رسائل التضامن وشلال الحب وهذا اكبر عزائي وهي اكبر شهادة حصلت عليها من قبل وتتاكد من جديد لان الاخلاص والحب لا يبادل الا بالحب .... هل تعتقد ان هذ القرار نهائي ؟ عموما لا اتصور ان مثل هذه القرارات نابعة عن دراسة شافية وبتريث وللتذكير فان عامل السن او عنصر التعامل مع الخارجيين قاعدة اعلامية وحاجة لا جدال فيها عربيا وعالميا فهل استغنت القنوات التلفزية عن حمدي قنديل او باتريس لافون والقائمة طويلة ثم لننظر في تشكيلات العديد من المؤسسات من اسفل الهرم الى اعلاه هل وقع الاستغناء عن المتقاعدين ؟؟ او لنقل المتقدمين سنا اقرؤوا التشكيلة الحكومية اقرؤوا تشكيلة الرئاسة اقرؤوا تشكيلة المجلس التاسيسي اقرؤوا التشكيلات الوزارية ستجدون الاجابة المفحمة ...
في الختام لابد من التاكيد على امرين هامين اولهما لابد من اعادة النظر في اعديد الاشياء التي تحدث في كواليس الاذاعة من هرج ومرج وتصفية حسابات وضغائن مما يعسر على اي مدير ادارة شؤونها ثم وثانيا لابد ان نتخلى عن سياسة الابتزاز التي يمارسها البعض للضغط على الادارة بموجب او دون موجب في محاولة لاحتوائها تحقيقا لمآربه بمختلف اطيافها ان الاذاعة امانة في رقبتنا جميعا ولن يسلم اي واحد منا من عقاب التاريخ الذي لن يغفر لاي منا صنيعه فاما تخليد ذكر او تخليد اللعنة.