أغلب الأحباء الحقيقيين للجليزة بعد الهزيمة الحارقة أمام نادي حمام الأنف، عاشوا حرقة وساعات عصيبة بعد أن عاشوا طوال أسبوعين على آمال واهية بعثها فيهم المدرب مختار التليلي الذي استغل الفرصة ليقدم على مغامرة كبرى. الأمر المحزن أنه بينما كان الجمهور يبكي غيضا وحسرة كان التليلي حاضرا في حصة الأربعاء الرياضي بضحكته الصفراء يحلل ويتفلسف ويحكي عن العمل للمستقبل وعدم قدرة الفريق الحالي على تحقيق المطلوب. الجليزة ولئن مازالت حسابيا تحتفظ ببعض حظوظ البقاء فانها منطقيا قد وضعت ساقا بالرابطة الثانية والحقيقة الأخرى الغائبة عن الجميع هي أن الفريق قد فقد حظوظه منذ الهزيمة في قابس أمام المنافس المباشر أمل حمام سوسة وقتها اتضحت الأمور لكن الهيئة أرادت لعب أوراق أخرى غير مضمونة منها الاستنجاد بالمدرب التليلي والتعويل على لقاء حمام الأنف لكسب نتيجته وهو احتمال وتقدير خاطئ وكأن الاعتماد على اسم التليلي كافيا ليسكت المشككين ويبعث الآمال في الأحباء الذين اغتروا باللعب على المشاعر والخيال، الهفوة السابقة كانت في استقدام المدرب البرازيلي واستبعاد المدرب القدير ابن الجهة صالح داي فالتجربة أمامنا واضحة وبالمكشوف كيف نجح سفيان مرجان مع أمل حمام سوسة وهو المدرب الشاب المغمور لكن هيئة الأمل منحته الثقة وساندته في خياراته وعولت على أبناء الجمعية ورأينا كيف كانت النتيجة، في قابس هناك العديد من أمثال مرجان وكلهم كفاءات وقادرون على صنع العجب العجاب لكن ما ينقصهم هو تمكينهم من فرصة البروز ومنحهم الثقة والمساندة وأيضا الأجر المناسب.
كيف نبني المستقبل؟
التليلي تحدث في حصة الأربعاء الرياضي عن ضرورة التفكير في بناء فريق المستقبل وهنا نقول للمخ لا يمكن أن نبني فريق المستقبل بمثل هذه الفيالق من المنتدبين النكرات الذين عولت عليهم كل الهيئات السابقة واللاحقة ولم تفكر في البناء الحقيقي الصحيح الذي يعتمد على أبناء الجليزة الحقيقيين وهم كثر فقد اعتادت كل الهيئات على التفريط فيهم بأبخس الأثمان الى الفرق الصغرى للتخلص منهم وهي أخطاء قاتلة وجب محاسبتهم عليها فأين وجدي المؤدب والنابلي والحمروني وبوعبيد والشيباني والأخوين مزهود وغراب وآخرين، هؤلاء هم رأس مال الجليزة وهم أولى من غيرهم بأن نوليهم التأطير والعناية ونغدق عليهم الأموال الطائلة حتى نبني بفضلهم فريقا قادرا على حمل شعار الكواسر الذي لم يبق منه الا الشعار. نداؤنا اليوم ليس للتليلي لأنه برأيي لم يعد له مكان في الجليزة وانما للهيئة حتى تراجع حساباتها وتقيم عملها وتسوي توجهاتها المستقبلية وتعدلها على هذا الأساس.