استأنف الأركستر السنفوني التونسي نشاطه يوم 13 سبتمبر الجاري، بعد فترة طويلة من الانقطاع نتيجة الوعكة الصحية التي أصابت الأستاذ أحمد عاشور المدير والقائد السابق للأركستر والذي عوّضه لفترة قصيرة الأستاذ سام سليمان، لتنقطع التمارين والعروض بعد آخر عرض للأركستر في 16 جويلية الفارط بسوسة. وبعد أن عيّنت الوزارة مؤخرا الاستاذ حافظ مقني مديرا وقائدا جديدا للأركستر، قام بدوره بالاتصال بالعازفين وإعلامهم باستئناف النشاط ودعاهم للإلتحاق بالتمارين الجماعية.
ولكن وبعد أول تمرين جماعي للأركستر يوم 13 سبتمبر، عقد بعض العازفين اجتماعا قررّروا بعده مراسلة وزير الثقافة وطلب الاجتماع به لمناقشة وضعية الأركستر، وبعد اطلاعنا على نص المراسلة التي حررت في الغرض تبين أنه بعد تلبية العازفين لدعوة قائد الأركستر فوجئوا في أول تمرين لهم بتغير تركيبة الأركستر وبأن عددا هاما من زملائهم القدامى لم يكونوا حاضرين وأنه تم إقصاؤهم بل وتعويضهم بعازفين صغار السن وهاوين، حسب ما ورد بنص المراسلة وبعد أن طلبوا الاجتماع بمدير الأركستر الاستاذ حافظ مقني استجاب هذا الآخر واستمع إلى مطالبهم المتمثلة باختصار في اقتصار تركيبة الأركستر على خمسة وعشرين عازفا كانوا قد شاركوا في عروض دولية ومثلوا تونس في عدد من التظاهرات الموسيقية وإخضاع كل عضو جديد لاختبار مبدئي أمام لجنة تتكون من كبار العازفين وقدماء الأركستر كما طلبوا تشريك العازفين في بعض النقاط التسييرية مثل اختيار الاعضاء الجدد وتحديد البرنامج الموسيقي.
وبعد اجتماعهم بالأستاذ مقني مدير وقائد الأركستر أجابهم بأن استدعاءه لبعض العازفين الجدد والهاوين هو مجرد استجابة لرغبة وزارة الثقافة في توسيع تركيبة الأركستر ما استوجب ضمّ ما أمكن من العازفين الهاوين كما أكد أنه حريص على تشريكهم بغاية تكوينهم وتحسين مهاراتهم الأدائية وردا على بقية مطالبهم أجاب الأستاذ مقني أن الحل الوحيد أمام العازفين لتحقيق مطالبهم هو إيقاف نشاط الأركستر لفترة محددة واستدعاء لجنة دولية تقوم بإعادة هيكلته وبالتالي يخضع كل عازف من الأركستر الى اختبار اللجنة التي تقرر قبوله أو رفضه وحسب ما ورد في المراسلة أنهى السيد مقني الاجتماع بتخيير العازفين بين قبول الانضمام الى الأركستر بالوضعية التي هو عليها حاليا أو الانسحاب نهائيا وعليه قرر عدد كبير من العازفين مقاطعة نشاط الأركستر.
هذا باختصار ما ورد في نص المراسلة التي تلقينا نسخة منها من مصدر موثوق ، مصحوبة بتوقيع خمسة وعشرون عازفا أغلبهم من قدماء الأركستر. وفي انتظار تصريحات الأستاذ حافظ مقني حول ما يحدث في كواليس الأركستر ورده على تصريحات العازفين، نشير الى أن مثل هذه المشادات والانقسامات داخل تركيبة الأركستر من شأنها أن تعيق نشاطه خاصة بعد أن خلقت انقساما في تركيبة العازفين الجدد والقدامى، كما نشير إلى أن وزارة الثقافة مسؤولة من جانبها على ما يحصل في الميدان الموسيقي لا يتمتعون بأية امتيازات وأن قطاع المهن الموسيقية مازال الى اليوم يشكو من تجاهل المسؤولين الذين لم يبدوا أية نية لتنظيم المهن والنشاطات الموسيقية .
وللتذكير فإن الأركستر السنفوني التونسي تأسس في 1969 وتداول على قيادته جان بول نيكوللي وأحمد عاشور وسام سليمان وأخيرا حافظ مقني، ورغم مرور 43 سنة على تأسيسه ليس للأركستر السنفوني مقرّا خاصا ولا مكانا قارّا للتدريبات، كما أنه ليس للعازفين أي صفة رسمية خاصة في غياب العقود أو أية وثيقة تثبت انضمامهم للأركستر...فهل على العازفين تربية ذقونهم ليلتفت اليهم المسؤولين وليحضوا باهتمام الاعلام وإن كان كذلك ماذا عن العازفات.