في مؤتمر استثنائي, عقدت المعارضة السورية في العاصمة دمشق اجتماعا بعنوان إنقاذ البلاد دعت خلاله الأخضر الإبراهيمي إلى التحضير لمؤتمر دولي يضمن الانتقال إلى نظام تعددي في سوريا. ودعا البيان الختامي للمؤتمر الوطني لإنقاذ سوريا الى وقف العنف من قبل طرفي الأزمة السورية والتوصل الى هدنة تفتح المجال والطريق إلى حل سياسي في البلاد.
إرادة السوريين أنفسهم
كما حث المؤتمر المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي على عقد مؤتمر دولي يضمن الإنتقال الى نظام تعددي في سوريا، لافتا النظر الى أن التغيير المنشود لا يمكن إلا أن يتم بإرادة السوريين أنفسهم.
وإعتبر المؤتمر أن إستراتيجية الأمن العسكري تسببت في تعميم الفوضى، لافتا الانتباه الى أن العنف خلق بيئة للتدخل الخارجي. وقال البيان:»المسلحون المعارضون إضطروا الى رفع السلاح دفاعا عن النفس ومستعدون لوقف إطلاق النار». حسب تعبيره. وشدد البيان الختامي على ضرورة وقف نزيف الدماء السورية والحيلولة دون التدخل الأجنبي في سوريا مشيرا إلى حتمية التغيير الشامل في الشام بشكل يضمن وحدة البلاد. وأكد المعارضون أن مفهوم التغيير السياسي الشامل في سوريا يعني إسقاط النظام السوري بكافة رموزه ومرتكزاته وبناء نظام ديمقراطي تعددي.
وبدوره, أورد عضو هيئة التنسيق الوطنية السورية محمود مرعي أن المعارضة السورية في الداخل ترى الحل السياسي أساسا لمحاولات إيجاد مخرج من الأزمة الراهنة. وفي حديث لقناة «روسيا اليوم» من دمشق أشار مرعي إلى أن القوى السياسية التي شاركت في مؤتمر الإنقاذ الوطني الذي انعقد في دمشق أمس هي 20 حزبا وتيارا معارضا «تؤمن في الحل السياسي للأزمة».
وأكد استعداد أحزاب المعارضة في الداخل للتفاوض على مرحلة انتقالية في سوريا «إذا أوقفت السلطة إطلاق النار وأفرجت عن المعتقلين وساهمت في إيصال المواد الغذائية والإنسانية إلى المناطق المنكوبة في سوريا».
مؤتمر بين المعارضة والنظام
وذكر أن القوى المعارضة التي رفضت حضور المؤتمر هي «القوى المشاركة في السلطة» حيث لديها وزراء في الحكومة ونواب في البرلمان. ومع ذلك لم يستبعد عضو هيئة التنسيق الوطنية عقد مؤتمر يجمع بين السلطة والمعارضة في المستقبل. وحضر مؤتمر المعارضة السورية سفراء كل من روسيا والصين وإيران إضافة إلى ممثل الأخضر الإبراهيمي في سوريا.
ولم تصدر السلطات السورية ردا أو تعقيبا حول البيان الختامي لمؤتمر إنقاذ سوريا إلا أن قبولها بانعقاد المؤتمر في قلب العاصمة دمشق دليل على تأييدها لمثل هذا الحراك السياسي القادر على حلحلة الأمور في الشام حتى وإن كان سقف تحركه وعناوين مطالبه السياسية لا تشكل نقاط تواصل والتقاء معها.
ونقلت مصادر إعلامية مطلعة عن جهات قريبة من السلطات الرسمية قولها إن دمشق تقبل اي تحرك سياسي معارض داخل البلاد طالما أنه يقوم على أساسين الأول رفض التدخل الخارجي في سوريا والثاني رفض اللجوء إلى السلاح .
وخلال انعقاد المؤتمر قتل شخص وجرح آخر في انفجار عبوة ناسفة زرعت على جسر للمشاة قرب فندق «فور سيزنز» في العاصمة السورية عند جسر الرئيس. وأفادت مصادر محلية بأن القتيل مدني، وأن الجهات المختصة السورية تعمل للكشف عن ملابسات الحادث والمتورطين فيه.
ويذكر أن فندق «فور سيزنز» يقع قريبا من فندق «أمية» الذي يستضيف مؤتمر الإنقاذ الوطني. وعززت السلطات السورية الإجراءات الأمنية في هذه المنطقة.