من المتوقع ان تشهد نيوييورك في وقت لاحق اليوم الجمعة اجتماعا للقوى الكبرى دعت اليه روسيا تحضره ايضا بعض الدول الاقليمية. ويهدف الاجتماع الى تشجيع الحكومة السورية ومسلحي المعارضة لوقف الصراع بينهما. وقال المبعوث الروسي لدى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين ان روسيا دعت الى عقد اجتماع لممثلي "مجموعة العمل الدولية حول سوريا" في نيويورك الجمعة لمناقشة المقترح الروسي. يأتي هذا في الوقت الذي نقلت فيه وكالة رويترز عن مصدر في الاممالمتحدة قوله إن الدبلوماسي الجزائري الأخضر الابراهيمي وافق على خلافة المبعوث العربي والدولي إلى سوريا كوفي إنان، ولكن بتفويض مختلف أو معدل. وكان مجلس الامن الدولي قرر انهاء عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، لكنه ايد الدعوات لانشاء مكتب اتصال سياسي في دمشق. وقال المبعوث الفرنسي في الاممالمتحدة جيرار آرو، عقب اجتماع عقده المجلس لبحث الملف السوري، ان "شروط استمرار مهمة بعثة المراقبين الدوليين لم تعد قائمة". يشار الى ان مدة مهمة البعثة الدولية تنقضي منتصف ليل الاحد. وكانت واشنطن قد دعت الى عدم ابقاء مراقبي الأممالمتحدة في سوريا بعد انتهاء المهلة المحددة لهم وهي التاسع عشر من الشهر الحالي. الا ان المبعوث الروسي تشوركين اعرب عن اسفه لانهاء مهمة المراقبين. وقال في مؤتمر صحفي "نعتقد ان أعضاء المجلس الذين أصروا على عدم استمرار بعثة مراقبي الاممالمتحدة في سوريا لم يظهروا الالتزام بانهاء الأعمال القتالية والعمل على التسوية السياسية في سوريا." ودعت روسيا مرارا إلى استمرار بعثة المراقبين في سوريا. من جانبه دعا وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي، في بيان حكومي، مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان، التي تزور الصين حاليا، الى الالتزام بوقف اطلاق النار والقبول بوساطة دولية لوقف دوامة العنف في البلاد. واضاف يانغ جيشي في حديثه الى شعبان ان "الصين تدعو الحكومة السورية، وجميع الاطراف المعنية، الى تطبيق وقف اطلاق النار بسرعة من اجل وقف العنف، ومن ثم الشروع في حوار سياسي"، حسب البيان الحكومي الصيني. ميدانيا قالت لجان التنسيق المحلية ان مائتين وثمانية وثلاثين شخصا قتلوا في قصف واشتباكات في مناطق سورية عدة يوم امس. وتتفاقم الازمة الانسانية والمعيشية التي تشهدها سوريا حيث تعاني العديد من المناطق في البلاد من شح في المواد الغذائية الاساسية. وقالت منسقة الشؤون الانسانية في الأممالمتحدة فاليري اموس الخميس ان نحو 2,5 مليون شخص بحاجة الى مساعدات في سوريا بسبب الصراع هناك. ودعت آموس، التي اجتمعت مع رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ومسؤولين آخرين في وقت سابق من هذا الاسبوع، القوات الحكومية ومسلحي المعارضة الى بذل جهود اكبر لحماية المدنيين المحاصرين وسط ميادين المعارك. واوضحت اموس في مؤتمر صحفي بدمشق ان "اكثر من مليون شخص شردوا ويواجهون الفقر، ربما يكون هناك مليون شخص آخر لهم احتياجات إنسانية ملحة بسبب اتساع نطاق الأزمة على الاقتصاد وحياة الناس". وأضافت: "في مارس الماضي قدرنا العدد بحدود مليون شخص، لكن الآن بات العدد يقترب من 2,5 مليون شخص للمساعدة، ونحن نعمل على تحديث خططنا وطلباتنا للتمويل". وقالت آموس انها التقت ببعض الأسر النازحة في دمشق وبلدة النبك شمال شرقي العاصمة اضطرت للسكن في مبان عامة ومدارس يفترض أن تفتح أبوابها الشهر المقبل للدراسة. (بي بي سي)