دعت السلطات السعودية حجاج «بيت الله الحرام» الى الالتزام بالاجراءات الصحية الوقائية، بعد رصد ثلاث حالات اصابة بفيروس يسبب نوع نادر من «الأنفلونزا»، يسمى «كرونا»، توفي اثنان منهم. وكشفت وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية عن هذه الاصابات، في بيان أصدرته أول أمس الأحد،و قالت انه جاء «في اطار جهودها الوقائية لمنع وفادة الأمراض، واستمرارا لما تقوم به من متابعة واستقصاء لكافة الأمراض التي تنتقل بين الانسان، وحرصا منها على اتباع نهج الشفافية لما يهم الصحة العامة.»
حالتا وفاة
وأوضحت الوزارة في بيانها، الذي أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس»، أنه «مع تسارع التغيرات المناخية، ودخول موسم الحج والعمرة، فإنه تم تشخيص نمط نادر من فيروس» الكرونا»، أحد فيروسات الأنفلونزا الموسمية المعروفة، حيث تم تشخيص ثلاث حالات مصابة بهذا الفيروس».
وأشارت وزارة الصحة السعودية في بيانها الى أن احدى هذه الحالات لمواطن سعودي بأحد مستشفيات محافظة جدة، والثانية لمواطن سعودي آخر، أما حالة الاصابة الثالثة لمواطن خليجي في بريطانيا، وقالت «ان اثنين من المصابين توفيا نتيجة اصابتهما بالمرض».
وسعت الوزارة الى طمأنة المواطنين والمقيمين، بقولها «ان فيروس «كرونا» معروف، ومعظم المصابين به يتماثلون للشفاء، بعد تقديم علاج مساند وبسيط، دون مضاعفات، وفي حالات نادرة جدا، وفي نمط نادر من هذا الفيروس، تحدث مضاعفات تصيب الجهاز التنفسي والكلى، وقد تؤدي الى الوفاة، خصوصا لكبار السن، ومن لديهم أمراض قلبية وصدرية مزمنة ونقص المناعة».
وفيما شددت الوزارة على أن «هذه الحالات نادرة، والوضع الصحي مطمئن، ولا يدعو الى القلق»، فقد أهابت بمن يرغب في الحج أو العمرة، من داخل المملكة أو خارجها، الالتزام بالتطعيمات(التلاقيح) والارشادات الصادرة من وزارة الصحة، والاهتمام بالنظافة الشخصية، وغسل اليدين، ولبس الكمامة في الأماكن المزدحمة، وتغييرها دوريا.»
فبروس جديد
وقال الدكتور زياد ميمش، وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي، في تصريحات لقناة «العربية»: «ان تغيرات المناخ عادة ماتسبب الالتهابات الفيروسية التي تصيب الجهاز التنفسي، حيث يوجد حوالي 60 نوعا من الفيروسات التي تسببها الالتهابات».
ويضيف: «بالنسبة لفيروس «الكرونا» فهو يسبب 15% من الالتهابات، عادة تكون بسيطة حيث يشعر المريض بالاحتقان في الحلق والسعال وتكرار السعال وارتفاع في درجة الحرارة وضيق التنفس، ويتماثل 95% من المرضى للشفاء عن طريق الراحة وشرب السوائل وأخذ الفيتامينات اللازمة».
وعن الحالات الثلاث التي أصيبت بهذا النمط الجديد من فيروس «الكرونا» والذي لم يكتشف من قبل يقول د. ميمش: «اذا كان لدى الأشخاص أمراض مزمنة قلبية أو صدرية، أو يكونون كبارا في السن بالتأكيد ستكون هناك مضاعفات تلحق الجهاز التنفسي، ويمكن أن تحدث التهابا رئويا، وأيضا قد تصيب الجهاز الكلوي وتعطل وظائفه ما يؤدي الى الوفاة».
ومن أجل الوقاية يؤكد د. ميمش أن الفيروس مماثل لفيروسات الانفلونزا الأخرى (أ، ب، ج)، حيث ينتقل عن طريق السعال والعطس وافرازات الجهاز التنفسي على الأيدي، لذا يشدد على الوقاية بتغطية الفم بالكمامات في الأماكن المزدحمة وتعقيم الأيدي بصفة دورية.
وعن التلقيح الوقائي للفيروس يقول ميمش: «الكرونا» لا يوجد له علاج خاص الآن، حيث انه فيروس جديد، لكن وزارة الصحة (السعودية) تحرص على تفعيل الدور الوقائي للمرض ومنع الاصابة.