انعقدت مؤخرا بمقر ولاية سليانة جلسة متابعة للنشاط البلدي في مختلف بلديات الجهة. الاجتماع كان أساسا لدراسة المشاريع المتأخرة والبحث في أسباب تأخرها ومحاولة التسريع في الإجراءات خاصة الشكلية منها. الجلسة كانت على قدر كبير من الجدية التي كانت غائبة في ما مضى عن هذا النوع من الجلسات. كما كانت أشبه بجلسات المساءلة, حيث لاحظنا الإحراج في نبرات صوت معظم الحضور. ونظرات حياء وحيرة في عيون ممثلي بلديات الجهة.الحضور شمل ممثلي أغلب البلديات بالولاية, ممثل عن الصندوق الجهوي للقروض, وكالة التهذيب والتجديد العمراني, ممثل عن اتصالات تونس, مندوب الشباب والرياضة, رئيس إقليم الشركة التونسية للكهرباء والغاز, المدير الجهوي للتطهير وممثل عن التجهيز. غياب بعض ممثلي البلديات لم يكن المشكل الوحيد فقد غابت عديد المعطيات الدقيقة عن أذهان بعض ممثلي البلديات وتم التطرق الى أهم المشاكل التي تعاني منها البلديات حسب ما ورد في التدخلات هو مشكل المديونية التي تثقل كاهل البلديات خاصة الديون تجاه الشركة التونسية للكهرباء والغاز حيث عجزت عديد البلديات عن تسديد معاليم استهلاك وربط في التنوير العمومي. علاوة على مشاكل غياب الموارد البشرية المؤهلة من مهندسين وتقنيين الأمر الذي يجعل البلديات في حاجة لمختصين من القطاع الخاص الشيء الذي يثقل كاهلها بمصاريف إضافية من ناحية ويجعلها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها في المواعيد المحددة. كما أن ميزانية بعض البلديات مثل بلدية سليانة لم تعدل منذ 2009. كما خصصت الفترة الأكبر من الجلسة للبحث في أسباب تأخر بعض المشاريع الكبرى مثل نقل سوق الجملة بسليانة تأهيل بعض أسواق الدواب...و قد أرجع ممثلو البلديات هذا التأخير إلى تأخر الدراسات وتم إلقاء المسؤولية على عاتق مكاتب الدراسات.كذلك سجل المتدخلون عديد المشاكل بالنسبة للمشاريع المشتركة بين البلديات وبعض المصالح الجهوية.ثم طلب رئيس إقليم الشركة التونسية للكهرباء والغاز الكلمة للمطالبة بديون شركته تجاه البلديات وهدد بقطع الكهرباء عن البلديات التي لم تسدد المعاليم المتخلدة بذمتها الأمر الذي أثار شيئا من الغضب لدى الحضور مما جعل رئيس الجلسة الكاتب العام للولاية يتدخل لوعد الشركة بالخلاص.و في نهاية الجلسة أعلن السيد الكاتب العام عن استعداده لتوفير المساعدة المالية للبلديات في مجال سد الحفر والتبليط وطلب من ممثلي البلديات تمكينه من الوثائق اللازمة لتمكينهم من مساعدات وزعت كالآتي:بلدية سليانة: 14 ألف دينار , مساعدة بقيمة عشرة آلاف لكل من بلدية مكثر, بوعرادة وقعفور , و6 آلاف دينار لباقي البلديات.كما وعدت الولاية بتمكين البلديات من مساعدات إضافية في حالة صرف القسط الأول من طرف البلديات.