حين يلقب طفل لا يتجاوز عمره الخمس سنوات ب«أبي حفص» في روضة أطفال قرآنية، وحين يمجّد أسامة بن لادن وأيمن الظواهري والملاّ عمر من قبل أطفال صغار وحين يردّدون هذا الكلام «قالوا عنك إرهابي فقلنا هذا شرف لنا ودعوى إلهية، فأنت بطلنا يا بن لادن». أنت في ضيافة أشبال التوحيد بتونس وهنا نتساءل أين هياكل الدولة التي تشرف على حماية الطفولة؟ من يحمي الأطفال من «التطرّف الديني»؟ انتشر مؤخرا فيديو على «اليوتيوب» والتويتر وال«فايس بوك» تحت عنوان «إهداء من أشبال التوحيد بتونس الى «الملاّ عمر» أثار غضبا واسعا في هذه المواقع الالكترونية لأن أطفال هذه المدرسة القرآنية يردّدون كلاما يمليه عليهم أحد المعلمين وهم ينشدونه دون دواعي صادحين فيه أسامة بن لادن ملقبين إياه بأمير المؤمنين قائلين «أرواحنا فداك يا أمير» هذه الكلمات هزّت العديد من متصفّحي هذه المواقع متسائلين عن دور الحكومة في الحدّ من انتشار هذه المدارس المتشدّدة دينيا.
أطفالنا في خطر
الغرفة الوطنية لرياض الأطفال سجلت موقفها منذ مدة وأعلنت أنها ضد انتشار المدارس القرآنية التي تعلم الأطفال التطرّف الديني، وعن هذا كان لنا اتصال هاتفي مع رئيسة الغرفة نبيهة التليلي التي أكدت بأنها أطلقت صيحة فزع منذ أشهر وطالبت وزارتي المرأة والتربية لتحمل مسؤولياتهما أمام الرأي العام لأنها لم تضع حدا لفوضى الدين في رياض الاطفال القرآنية.
وأضافت التليلي «أعتقد بأنها موضة 2012 حيث يعمد الأولياء لاصطحاب أبنائهم الى المدارس القرآنية اعتقادا منهم بأنهم يعلمونهم أصول الدين غير عارفين بما يحصل في خبايا هذه الرياض» ونقدت أيضا عدم احترام هذه المدارس للقانون حيث أكّدت أنهم لا يملكون كراس شروط وأسعارهم مرتفعة تصل الى 120 دينارا شهريا بلا امتياز ولا دفع للاداءات ولا توجد أي حماية للأطفال. وكما تساءلت رئيسة الغرفة الوطنية لرياض الاطفال عن سرّ عدم اتخاذ وزارات الاشراف لأي موقف للحد من خطورة بعض المدارس القرآنية المتشددة في تعليم أصول الدين للأطفال الصغار.
عذاب القبر والجهاد
عذاب القبر والجهاد من أهم المواضيع المتداولة في عدد من المدارس القرآنية هذا بالاضافة الى الفصل بين الذكور والإناث من أهم قواعد الدراسة هناك،وكما يرتدي الأطفال لباسا خاصا ويضعون على رؤوسهم شارة كتب عليها لا إله إلا ا& وخلفهم علم التوحيد الأسود.