الصعوبات والمشاكل التي تعترض رياض الاطفال خاصة في ظل تنامي ظاهرة المدارس القرآنية وإصرار سلطة الاشراف على إلغاء الاقسام التحضيرية من منظومة التعليم الأساسي كانت محور ندوة صحفية ترأستها أمس السيدة نبيهة كمون التليلي رئيسة الغرفة النقابية الوطنية لرياض الاطفال بمقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية. وقد حضر هذه الندوة رؤساء بعض الغرف الجهوية لرياض الاطفال والمحاضن. وقد تطرقت السيدة نبيهة كمون التليلي الى أهم الإشكاليات التي يشكو منها القطاع خاصة منها ظاهرة تنامي ما اصطلح على تسميته بالرياض القرآنية والتي اعتبرتها مؤسسات لا تخضع لأية سلطة إشراف بل تخضع لقانون الجمعيات التي لا تتابع ما تلقنه هذه الرياض للأطفال. كما اشارت الى نوعية المادة المقدمة بالكتاتيب ومدى احترامها لخصوصية المؤسسة ومراعاتها لمصلحة الطفل واحتياجاته في كل مرحلة عمرية. واعتبرت ان بعث الكتاتيب بالأقسام التحضيرية كان نتيجة قرار سياسي سابق بالتنسيق مع وزارة التربية حيث بلغ عددها حاليا 1200 كتّاب يضم 57 ٪ منها قسما تحضيريا. وقالت السيدة نبيهة ان الرياض القرآنية والكتاتيب لم تفتح ابوابها بصفة مجانية لنشر الاسلام بل انها رياض تجارية متخفية تحت غطاء الدين. مخاوف متعددة واستغربت رئيسة الغرفة الوطنية لرياض الاطفال والمحاضن من اتخاذ وزير التربية قرار إدراج الاقسام التحضيرية بالمدارس الابتدائية خاصة بعد ما تم الاتفاق مسبقا على تكوين لجنة مشتركة بين وزارة المرأة والاسرة ووزارة التربية لمناقشة هذا الملف بجميع جوانبه والوصول الى اتفاق يخدم الطفل أولا وأخيرا. وعبرت السيدة نبيهة كمون التليلي عن مخاوف اصحاب الرياض ومهنيي القطاع من تأثيرات هذا القرار على القطاع سيما ان هذه الاقسام التحضيرية ستفتح لفائدة الأطفال بين 5 و6 سنوات وهي أهم فئة عمرية تستقطبها تلك الرياض وان من سيدرس فيها معلمون من وزارة التربية وليسوا منشطي رياض الأطفال وهو ما يهدد قرابة 25 ألف معلم برياض الاطفال بالبطالة. كما قالت السيدة نبيهة كمون التليلي ان كلا من وزارة شؤون المرأة والأسرة ووزارة التربية ووزارة الشؤون الدينية تعتزم توحيد مناهج السنة التحضيرية حيث تم في هذا المجال تكوين لجنة فنية تجمع مختلف الاطراف لإعداد وثيقة موحدة تتضمن التصور الكامل لهذه المناهج وهو ما اعتبرته ضربا واضحا لرياض الاطفال. مطالب ومقترحات الغرفة من جهتها قدمت السيدة دنيا البشالي محمود رئيسة الغرفة الجهوية لرياض الاطفال بنابل مجموعة من المطالب والمقترحات التي رفعوها الى سلطات الاشراف على غرار التصدي للانتصاب الفوضوي وخاصة الرياض المفتوحة تحت غطاء المدارس القرآنية وضرورة التزام الكتاتيب ببرنامج وزارة الشؤون الدينية وعدم تحويل هذه الفضاءات لرياض الاطفال وأيضا بقاء الفئة العمرية من شهرين الى ست سنوات تحت اشراف وزارة الطفولة دون سواها نظرا لأهمية وخصوصية هذه المرحلة وتشريك الغرفة الوطنية في اتخاذ جميع القرارات التي تهم قطاع الطفولة خاصة في تفعيل دورها في دراسة آفاق القطاع وضبط حسن سير العمل به بالإضافة الى تفعيل دور مندوب الطفولة ومجانية استغلال الفضاءات العمومية من طرف أصحاب الرياض للأنشطة الترفيهية والثقافية واختتام السنة التربوية وإدراج ومضات إشهارية وبرامج توعوية من اهل الاختصاص في مجال الطفولة في البرامج التلفزية... وستنظم الغرفة الوطنية لرياض الاطفال والمحاضن وقفة احتجاجية يوم 25 جوان الجاري امام وزارة التربية بتونس العاصمة من اجل اطلاق صرخة فزع وتحسيس الوزارة بمخاطر قراراتها على هذا القطاع.