على الطرف النقيض من كافة التحركات الإقليمية والدولية لتسوية النزاع في سوريا اقترحت الدوحة إقامة منطقة حظر جوي في الشام بدعم عسكري أمريكي فيما اتهمها معارض سوري بالسعي إلى تأبيد الأزمة وهدم الدولة السورية. قدم رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم خطة بديلة لحل الأزمة السورية، تتضمن، حسبما نقلت عنه شبكة «سي ان ان»، اقامة منطقة حظر جوي في سوريا وزيادة حجم المساعدات الإنسانية للشعب السوري داخل وخارج البلاد.
خطة بديلة
وقال آل ثاني في مقابلة مع الشبكة أمس «نعتقد ونتمنى أنه بمقدورنا حل الأزمة بصورة سلمية»، معتبرا ان الرئيس السوري بشار الأسد «يملك خيارا وحيدا للفوز بهذه الحرب يتمثل في قتل شعبه»، حسب رأيه وزعمه.
وأوضح دون ان يقدم تفاصيلا: «أعتقد أنه خلال أسابيع سيكون لدينا خطة بديلة.. ونحن جميعا نشعر بالمسؤولية ونحن نتحدث عن إنقاذ الشعب السوري». وفق تعبيره . وردا على سؤال عمن سيشارك في الخطة، أجاب: «أعتقد أن العديد من الدول العربية ستشارك، وهناك أيضا دول أوروبية».
وحول الموقف الامريكي، قال : «أعلم أن هناك انتخابات جارية في الولاياتالمتحدة، ولكنني آمل أن تنظر الإدارة الأمريكية للوضع السوري بمنظور مختلف بعد هذه الانتخابات، وأنا لا أقصد تدخلا عسكريا، بل ضرورة اتخاذ بعض التدابير».
وبالنسبة الى تقديم السلاح للمعارضة السورية، زعم المسؤول القطري ان بلاده لا تقوم بذلك و«لكنها تعطي المساعدات الإنسانية للاجئين الذين فروا من العنف الى دول أخرى». واعرب الشيخ القطري عن قلقه من تحول الازمة السورية الى صراع اقليمي طائفي، قائلا: «أخشى من وقوع حرب سنية شيعية، لا ينتصر فيها أحد».
حوار شامل
في المقابل , أشار فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري إلى أن الحكومة السورية لا تستخدم لفظ انتقال السلطة، وذلك لأنها تهتم بشكل كامل بإقامة حوار وطني شامل لجميع السوريين برعاية القيادة السورية، ومدعوم من الشعب السوري».
وقال المقداد في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس ان «دول الخليج وتركيا ترسل جميع إرهابيي العالم إلى سوريا بما في ذلك تنظيم القاعدة»، مطالبا «وضع هذه الدول على قوائم الدول الداعمة للإرهاب في العالم».
وأوضح أن «السلطات السورية غير مسؤولة عن قصف المدن السورية، وإنما الجماعات الإرهابية هي المسؤولة عن ذلك». بدوره, اوضح عضو المنبر الديمقراطي المعارض في سوريا ميشيل كيلو في اتصال مع قناة «روسيا اليوم» أن الاخضر الابراهيمي يعالج أزمة فائقة الصعوبة ولها تدخلات كثيرة خارجية وداخلية وفيها اطراف غير منضبطة على رأسها النظام السوري. واكد ان الابراهيمي لا يملك عصا سحرية لحل الأزمة حالا وبسرعة.
وفي رده على المقترح القطري اشار الى ان فكرة رئيس وزراء قطر التي تحدثت عن خطة بديلة لحل الازمة تتضمن إقامة منطقة حظر جوي فكرة قديمة، متسائلا من سيقيم الحظر الجوي؟ ف«الناتو» وواشنطن غير مستعدين وتركيا ليس لديها القدرة ولا حتى ايران ستسمح بذلك، معتبرا انها فكرة مجرد كلام.
واعتبر المعارض السوري ان قطر مهتمة بأن تبقى الازمة السورية مستعرة قائلا «لا احد يعرف ماذا تريد قطر من سوريا لكنها بالتأكيد لا تريد ان تكون سوريا ديمقراطية».