أكد ديبلوماسي عربي أن سوريا تملك أفضل منظومة عربية للدفاع الجوي و أن التدخل العسكري مستحيل بالتالي ملاحظا أن التجربة الليبية لن تتكرر في سوريا و أن مهمة الوسيط العربي و الدولي الجديد الأخضر الابراهيمي قد تنجح في تحقيق التسوية المنشودة. أكد مصدر ديبلوماسي مطلع في جامعة الدول العربية أن اللجنة الوزارية الخاصة بسوريا وضعت ثلاثة أهداف رئيسية قبل الاجتماع المرتقب اليوم مع المبعوث العربي والدولي الجديد الأخضر الإبراهيمي.
اقصاء السيناريو الليبي
و أوضح المصدر أن الأهداف هي الآتية : «التفاهم معه حول مهمته و تحديد مهلة معينة لهذه المهمة و وضع خطة عمل واضحة حولها» مشيرا إلى انه كان من المفترض أن يتضمن التقرير النهائي هذه المقررات، إلا أنه تم العدول عن ذلك في انتظار نتائج اللقاء مع الإبراهيمي الذي يتردد أنه يثير تحفظ بعض الدول وفي مقدمتها قطروفق ما نقلته صحيفة «السفير» اللبنانية.
من جهة أخرى , أكد مسؤول ديبلوماسي في جامعة الدول العربية ردا على سؤال حول إمكانية طلب الجامعة أي تدخل عسكري في سوريا ان تجربة ليبيا لن تتكرر البتة وهذا أمر محسوم ينبغي أن يدركه الجميع.
وأعلن الديبلوماسي الذي رفض الكشف عن اسمه ان الجامعة العربية فشلت في المبادرات التي قامت بها لغاية اليوم بالنسبة إلى سوريا لأنها مبادرات لم يكن لها «أسنان» لكن ذلك لن يجرها إلى طلب أي تدخل عسكري، وثمة رهان على تبدّل المواقف في مجلس الأمن من قبل روسيا والصين، أما الرهان الأقرب حاليا فعلى مهمة الإبراهيمي المعروف بمبادراته الخلاقة في حين كان كوفي عنان يميل إلى كونه موظفا أكثر منه سياسيا.
ولفت الدبلوماسي إلى أن الجامعة العربية هي اليوم في مأزق حقيقي، في حين أن الدول الغربية غير مستعدة للمبادرة البتة في الشأن السوري قبل انتهاء الانتخابات الأمريكية، وهذه الدول تسعى عمليا إلى استنفاد قدرة النظام في سوريا، والرهان على الوقت برأيها قد يغير الكثير من الأمور , وكشف أن نظام الدفاع الجوي السوري هو الأقوى بين الدول العربية كما أن الجيش السوري لا يزال متماسكا بقيادة بشار الأسد، إلا أن ذلك لا يعني بأن عقارب الساعة سترجع إلى الوراء على حد تعبيره.
اتهامات سورية
وحول الدور العربي و الاقليمي لحل الأزمة اعتبرت دمشق، أن: «تصريحات الرئيس المصري محمد مرسي، الأخيرة، حول الأزمة السورية، قضت على اقتراحه بتشكيل مجموعة اتصال إقليمية تهدف لإيجاد حل للنزاع الدائر في سوريا، محملة إياه مسؤولية سفك الدم السوري».
وقال فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، في حوار مع التلفزيون السوري، الليلة قبل الماضية إن «سوريا تنظر إيجابيا إلى أي مبادرة ترغب بتقديم أي مساعدة على احتواء الأزمة، وإعادة الحياة الطبيعية إلى شوارع ومدن سوريا». وأضاف في المقابلة، التي نشرت نصها وكالة الأنباء الرسمية أن مبادرة الترويكا التي تم الحديث عنها وتضم مصر، «قد قضى عليها الرئيس المصري بمواقفه الأخيرة».
وأكد المقداد، أن: «الخطابين اللذين ألقاهما الرئيس المصري، أمام قمة عدم الانحياز في طهران، وأمام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، كانا بعيدين عن الواقع وشكلا تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لسوريا، وهدفا إلى تأجيج العنف فيها، بما يحمل مرسي مسؤولية عن سفك الدماء التي تجري».
واعتبر نائب وزير الخارجية السوري، أن: «مرسي يناقض التاريخ ولا يفهمه، ويريد إقامة علاقات مع الدول العربية من خلال إنشاء تحالفات تمثل السياسات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة».
وأشار إلى، أن: «قبول مرسي لهبات خارجية على حساب كرامة مصر وشعبها، يعني أن تصبح مصر أصغر من أي دولة في المنطقة، وأن يضمحل دورها ويستفحل دور هؤلاء ضد مصر وضد تطلعات الشعب المصري».
واختتم المقداد، تصريحاته قائلاً «إن طريق الخروج من الأزمة الحالية يكمن في جلوس السوريين، بمختلف أطيافهم إلى طاولة الحوار، كي يقرروا بأنفسهم ما يريدون دون أي تدخل خارجي، وعرض ما توصلوا إليه في استفتاء على كل أبناء الشعب، حتى يحدد في النهاية مستقبل وغد سوريا».