مؤسس تيار العريضة الشعبية والذي اصبح لاحقا حزبا سياسيا له تمثيلية في المجلس الوطني التأسيسي ، محمد الهاشمي الحامدي وبعد غيبة طويلة نسبيا عاد للظهور إعلاميا عبر البيانات والتصريحات التلفزية والإذاعية وكعادته كان صريحا في عباراته وكان أيضاً واثقا من نفسه ومن قدرات حزبه على تحقيق المفاجأة مرة اخرى. السيد الحامدي الذي يصر على نقده اللاذع خاصة لحركة النهضة والترويكا الحاكمة وجه انتقادات شديدة لعمليات سبر الآراء التي تم الأعلان عنها هذا الاسبوع ونبه المشرفين عليها على انهم يعاودون ارتكاب نفس خطإ الاستبيانات التي جرت قبل انتخابات اكتوبر الماضي والتي استبعدت تيار العريضة الشعبية، وأضاف بان الانتخابات القادمة وتؤكد زيف هذه الاستبيانات بل تجاوز ذلك ليؤكد انه سيكون رئيس تونس القادم.
معاودة محمد الهاشمي الحامدي للظهور تتزامن لا فقط مع عمليات سبر الآراء المشار اليها بل أيضا مع بروز تشكل جديد للمشهد السياسي التونسي عماده استقطاب ثنائي على الاقل حاليا على المستوى الإعلامي- بين حركة النهضة وحزب نداء تونس ، فالرجل يحسن لحظة تدخله ليبحث عن موقع له ولحزبه في الخارطة السياسية التي بدات بعد تتشكل استعدادا للمواعيد الانتخابية المنتظرة رئاسيا وبرلمانا ليقول بانه هنا موجود ولم يرم بعد أسلحته وانه مصر على المنافسة مع الكبار مثلما فعل ذلك غداة انتخابات المجلس الوطني التأسيسي ... فهل يفعلها الحامدي مجددا ؟.