تعرّض الشاب حافظ العريف الدبّابي إلى الاعتداء بالعنف الشديد من قبل مجموعة من الشبان ممّا أدى إلى إصابته بجروح بليغة على مستوى الوجه وكدمات في الرقبة والظهر.العملية كانت مسبوقة بتعمد هؤلاء سلبه مبلغا من المال وهاتفه. وباتصالنا به أفادنا بأنه تحوّل الساعة الثامنة من ليلة السبت 22 سبتمبر 2012 إلى مدينة رادس حيث يقيم والده في إحدى حضائر البناء بشاطئ رادس لمساعدته في بعض الأشغال حتى يكسب البعض من النقود ليسدد بها مصاريف دراسته وبمجرد وصوله إلى شارع محمد علي لحقت به مجموعة من الشبان يتعدى عددهم الخمسة أفراد توجهوا إليه مهرولين وقد انقسموا إلى فريقين الأول يحاصره من الأمام والثاني من المخلف ثم أمسكوه من يديه ودفعوه بقوة إلى الأمام ثم انهالوا عليه ضربا مبرحا وسلبوه مبلغا ماليا وهاتفه الجوال في حين حاول المعتدى عليه التخلص منهم فر هاربا إلى إحدى المقاهي الموجودة على الشارع الرئيسي والمجاورة للفضاء التجاري لكنهم أصروا على ملاحقته فدخلوا المقهى وانهالوا عليه ضربا أمام الملأ الذي لم يحرك ساكنا واكتفى بالتمتع بمشاهدة المعركة وفي الأثناء أخرج أحد الجناة سلكا كهربائيا وحاول القيام بخنق الشاب ولولا ألطاف الله لحصلت المصيبة ثم وجه الشاب الثاني سكينا حادا وضربه في يده مما تسبب له في جروح بليغة ولم يكتفوا بذلك بل وجهوا إليه ضربات موجعة مستعملين كؤوسا بلورية تسببت في فتح جبينه ثم غادروا المكان بكل أريحية دون أن يمسسهم مكروه وتركوا الشاب حافظ يتخبط في دمائه حيث نقل إلى مستشفى الحبيب ثامر ليلتقى العلاج ثم اتصل بمركز أمن رادس الذي اكتفى بتحرير محضر في الغرض وقد تركت هذه الحادثة التي تبدو جريمة عادية في مظهرها الأثر السيء في نفوس أهالي المدينة الذين لم يتعودوا على مثل هذه الظواهر الخطيرة خاصة بعد أن تعرفوا على شخصية هذا الشاب المناضل الذي نزح من بلدته طلبا للعلم فهو أصيل إحدى أرياف مدينة سبيطلة أتى إلى العاصمة بعد حصوله على شهادة البكالوريا في الدورة الماضية بامتياز وهو الآن يتابع دراسته في اختصاص البيولوجيا بالمعهد العالي للعلوم البيولوجية والتطبيقية بتونس ويقيم بالمبيت الجامعي الياسمين بحي ابن خلدون، ينتمي حافظ إلى عائلة محدودة الدخل له خمسة إخوة وهو أكبرهم سنا كما تعود العمل في حضائر البناء خارج أوقات دراسته حتى يساعد عائلته على تسديد حاجياتها فالاعتداء بالعنف آفة لا سبيل لتسويغها وينبغي محاربتها في جذورها وأشكالها ولكن السؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا هل الاستنكار وحده كاف لإنهاء هذه الظاهرة الخطيرة؟ إننا نعتقد أن الاستنكار وحده لا ينهي هذه الآفة، وإنما المطلوب هو فهم الظاهرة فهما دقيقا وعميقا وصولا إلى تحديد استراتيجية ومشروع وطني متكامل، يستهدف القضاء عليها وقلعها من جذورها.