وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقادات لاذعة للغرب متهما إياه بزرع الفوضى في سوريا فيما أعلنت طهران عزمها تشكيل لجنة اتصال دولية جديدة حول سوريا بعد تسريبات إعلامية عن وجود تباين في الرؤى داخل «الرباعية الإسلامية». انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصرفات الغرب تجاه سوريا قائلا إن «شركاءنا لا يستطيعون التوقف عن أعمالهم هذه، حيث نشروا الفوضى بأراضي الكثير من البلدان والآن ينتهجون السياسة نفسها حيال بلدان أخرى، وفي سوريا على وجه التحديد».
التحول نحو الأفضل
وفي معرض اجابته على سؤال حول موقفه من الأحداث في الشرق الأوسط وبالتحديد في سوريا قال بوتين: «موقفنا يكمن في المساهمة بالتحول نحو الأفضل في كافة البلدان، وليس ان نفرض ما نراه صائبا وخاصة بالقوة وانما في الحث على التطور من الداخل».
وأضاف الرئيس «سبق وحذرنا من ضرورة العمل بحذر وليس فرض أي شيء بالقوة والا فان ذلك سيؤدي للفوضى. وهو بالضبط ما نراه الآن ؟». في هذه الأثناء, أعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان طهران تسعى الى تشكيل مجموعة اتصال جديدة حول النزاع في سوريا، في مبادرة يبدو أنها لن تلقى ترحيبا في دول عدة.
وقال الرئيس الايراني خلال مؤتمر صحافي «نؤمن انه من خلال الحوار الوطني والتوافق يمكن لاطراف النزاع في سوريا التوصل الى حل متين لا يكون مؤقتا». واضاف «بالتالي نريد أن نمهد لبدء حوار وتفاهم وطنيين بين الجانبين ونبذل جهودا لتشكيل مجموعة اتصال من دول مختلفة». ورفض نجاد كشف اسماء الدول التي طلبت منها ايران الانضمام الى مجموعة الاتصال مؤكدا انه يأمل في ان تعلن الخارجية الايرانية ذلك في الايام المقبلة. وطهران من دول مجموعة الاتصال الحالية التي تضم ايران ومصر والسعودية وتركيا ودعت الى ارسال مراقبين الى سوريا لوقف دوامة العنف.
اتهامات إيرانية
واتهم نجاد بدوره , «قوى خارجية» بالتدخل في سوريا من دون تسميتها محذرا من ان التدخل الخارجي قد يفضي الى «نتائج على المدى القصير لكنه سيشيع الفوضى وانعدام الاستقرار في سوريا لعقود طويلة».
وتابع ان «النسيج الاجتماعي في سوريا لا يسمح بان تضع مجموعات قبلية اليد على السلطة من خلال شن حروب. وإذا حصل ذلك سيكون هناك نزاعات جديدة». وشدد على أن بلاده تسعى إلى احلال السلام قائلا «آمل في ان يتوصل كل الذين يدقون طبول الحرب الى فهم الظروف الدقيقة في سوريا. وكذلك الدول الاوروبية والولايات المتحدة».
وخلص إلى القول «لا يحق لاحد التدخل في شؤون سوريا. على الجميع ان يحترم ما يقرره الشعب السوري». وكانت مصادر مطلعة قد أكدت لجهات إعلامية مطلعة أن الرباعية الإسلامية تعيش تناقضات كبيرة وأن إعلان «وفاتها» لن يطول. وأكدت جريدة السفير اللبنانية في عددها الصادر أمس الخميس أن هناك تباينا كبيرا في الرؤى والمواقف بين طهران من جانب وتركيا من جانب أخير فيما بقي الموقف المصري معلقا بينهما. ويرى مراقبون أنه على خلفية على هذا التنافر يسعى الإيرانيون إلى استبدال الرباعية بتكتل دولي جديد يتقاطع أعضاؤه مع طهران في رؤية الحل المستقبلي للأزمة السورية.