يبدو أن الورقة الإيرانية لتسوية الأزمة السورية بدأت تجد صدى طيبا لدى الأطراف المتنازعة المحلية منها والإقليمية فيما أوردت مصادر مطلعة إنشاء رباعية دولية تضم إيران السعودية مصر تركيا للعمل على صياغة خارطة طريق سياسية لحل النزاع في الشام. وكشف رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي عن «مبادرة ايرانية» جديدة لحل الازمة السورية, مبديا استعداد بلاده لعقد اجتماع برلماني عالمي للدول التي تؤمن بالحل السياسي للأزمة السورية.
مجموعة اتصال حول سوريا
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) عن المسؤول الايراني قوله, خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر السفارة الايرانيةبدمشق ان «المبادرة الجديدة تتضمن الدعوة لتوفير ارضية لإجراء مفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة، وإيقاف إطلاق النار وتشكيل مجموعة إتصال من الدول التي اشتركت في المؤتمر التي استضافته إيران مؤخرا وشاركت فيه 30 دولة».
وحول مبادرة الرئيس المصري بشأن سوريا, اوضح المسؤول الايراني أن «ما طرحه الرئيس المصري محمد مرسي هو اقتراح لاجتماع يضم دول إيران وتركيا والسعودية ومصر رباعية دولية لمناقشة التطورات الراهنة في سوريا، وأن هذا المقترح بحاجة للمفاوضات». واقترح الرئيس المصري محمد مرسي, خلال القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الاسلامي في مكة, تشكيل لجنة تضم مصر والسعودية وايران وتركيا لايجاد حل للازمة في سوريا.
وأضاف المسؤول الايراني الذي أدى زيارة الى دمشق جمعته بالرئيس السوري بشار الاسد وبعدة مسؤولين سوريين ان «أي خطوة يجب أن تكون بالتشاور مع الحكومة السورية وإلا لن ترى النجاح»، مؤكدا أن «المبادرتين ليستا شيئا واحدا، اقتراح مرسي مبدئي يدعو لاجتماع للدول الأربع، ومن المقرر أن يعقد اجتماع بين الرئيس مرسي والرئيس أحمدي نجاد على هامش قمة عدم الانحياز وعندها يمكن أن ندخل في مرحلة ثانية».
وفي سياق حديثه عن الأسباب التي تجعل الولاياتالمتحدة والدول الغربية مصرة على إسقاط سوريا قال «أعتقد أن السبب الرئيس في الأزمة هو أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل فقدتا قاعدتهم الأساسية في المنطقة وهي نظام حسني مبارك وهذا الأمر أدى إلى اختلال التوازن السياسي وخسارة أمريكا في المنطقة، وبالتالي هم يريدون تغيير توجه سوريا كمحور للمقاومة ضد إسرائيل».
جزء من الحل
بدورها أبدت القاهرة استعدادها العمل مع إيران لحل الأزمة السورية حيث كشف مسؤولون مصريون, ان مصر ترغب في عقد اجتماع اقليمي بشان الازمة السورية بمشاركة ايران والسعودية وتركيا ومصر, مشيرين الى ان «إيران هي جزء من الحل وليست جزءا من المشكلة». ونقلت وكالة الانباء «رويترز» عن المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي, ان «هذا الاجتماع سيضم الدول التي لها تأثير حقيقي», واصفا إيران «بانها جزء من الحل وليست جزءا من المشكلة».
بدوره, قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي ان «وزارته تأمل في عقد اجتماع تشارك فيه المملكة العربية السعودية وتركيا وإيران ومصر لاجراء محادثات بشأن كيفية حل الازمة السورية».
وعلى هامش قمة حركة عدم الانحياز , أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي لوزير المصالحة الوطنية في سوريا علي حيدر أن الأزمة السورية لا تحل إلى عن طريق الحوار مجددا استعداد طهران لاستضافة حوار بين المعارضة والنظام.
وشدد صالحي خلال لقائه الوزير السوري على ضرورة وقف العنف والتوصل إلى آليات لتلبية مطالب الشعب السوري وتوفير مناخ للتسوية السياسية يجمع كل الأحزاب والتيارات السياسية والمجموعات المختلفة من أجل تحقيق الوحدة الوطنية.
من جهته رأى الوزير السوري أن المشاريع السياسية المقترحة لحل المشكلة السورية يجب ان تتضمن الوقف الكامل للعنف ورفض أي تدخل خارجي وعدم ارسال السلاح والعناصر الأجنبية الي داخل سوريا.