تمكن أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش التابعة لإقليم الحرس الوطني بسوسة من إماطة اللثام عن عصابة تتكون من ثلاثة عناصر رئيسها موظف بالمندوبية الجهوية للتنمية بسوسة ثم بنابل بتهمة السرقة والتحيل تضرر منها فلاح يقطن بقرية البرجين. وتفيد الأبحاث المجرأة في قضية الحال أن الفلاح اقترح خلال شهر أفريل الماضي على أفراد عائلته مشروعا لبعث معصرة للزيتون بالجهة التي يقطنها فرحب جميعهم بالفكرة وكان من بين المرحبين بالمشروع المتهم الرئيسي بصفته صهرا والبالغ من العمر 55 سنة والذي يشتغل موظفا بالمندوبية الجهوية بسوسة حيث اقترح على صهره الفلاح إحضار مبلغ مالي قيمته ثلاثمائة ألف دينار حتى يتسنى له الاتصال بصديق له يقيم بالقطر الايطالي لاقتناء الآلات والمعدات اللازمة والخاصة بمعصرة الزيتون بأسعار مناسبة وبما أن هذا الصهر المتحيل يحظى باحترام وتقدير كل أفراد العائلة نظرا لما يتمتع به من اشعاع جهوي رحب الفلاح بالمقترح وفي وقت وجيز تمكن المتضرر من احضار المبلغ المذكور ليسلمه الى صهره بغية اتمام الصفقة وفي اليوم المحدد جاء المتهم بأحد أصدقائه ليوهم الطرف الآخر باعتباره المواطن العامل بايطاليا وبعد المفاوضة لم تحصل الموافقة حيث تم الاتفاق على ارجاء الحديث في الموضوع الى وقت لاحق، وعلى اثر ذلك أشعر الفلاح صهره المتهم بأن المبلغ المذكور موجود بقاعة الجلوس وأنه على ذمته كلما رغب في ذلك عندها عمل المتهم على الاستحواذ على المبلغ فكلف شريكا أول يشتغل عاملا يوميا عمره37 سنة ليقوم بالمهمة في غياب صاحب المنزل خاصة بعد أن علم المتهم بأن زوجة صهره كانت في زيارة عائلية بالعاصمة فدخل الشريك المنزل واستحوذ على المبلغ المذكور وبعدما فر السارق بجلده عاد المتضرر رفقة صهره الى منزله على أمل معاينة المبلغ حتى يطمئن قلب صهره الموظف، وعندما ذهب صاحب الدار للبحث عن المبلغ في المكان المخبإ فيه ففوجئ بفقدانه وبدأ في ندب حظه، عندها عبر الصهر المتهم عن استيائه وأسفه الشديدين لما حدث للمتضرر وبعد جهد جهيد لم يعثر على المسروق رغم تقدمه بشكوى في الموضوع ضد مجهول إلا ان المساعي والمجهودات المبذولة لم تكلل بالنجاح الى ان تعهدت منذ الخمسة أيام الأخيرة فرقة الأبحاث والتفتيش بالبحث في القضية وأول ما شغل بال رئيس الفرقة وأعوانه هو طلب صهر الفلاح لنقلته بنفس خطته الى المندوبية الجهوية للتنمية بنابل دون موجب هذه العملية اثارت شكوك أعوان الحرس الذين دعوه لاستنطاقه وبعد وابل من الاسئلة المحرجة فقد المظنون فيه البوصلة فوقع في الفخ واعترف جملة وتفصيلا دالا الاعوان على شريكيه في العملية فتم القاء القبض على الشريك الأول الذي اعترف بأن له صكا بقيمة 135 ألف دينار مخبئا لدى شقيقته القاطنة بجهة عقارب من ولاية صفاقس فتحول اليها الاعوان رفقة المتهم وهو مكبل اليدين وعثروا على الصك ثم تم إشعار الاعوان بان له حسابا بنكيا فيه مبلغ مالي قدر ب 81 ألف دينار مما جعل الاعوان يسترجعون مبلغا جمليا ب 217 ألف دينار سلمت في مابعد الى صاحبها الأصلي من جملة المبلغ المسروق كما أوقف الأعوان شريكا ثانيا بسبب اخفائه في الأيام الأولى للمبلغ الجملي المسروق والتستر على من قاما بفعلتهما وكم كانت مفاجأة عائلة المتهم الرئيسي كبيرة وعظيمة عندما تناهى الى مسامعهم ان الجاني هو صهر وهكذا اسدل الستار على هذه القضية التي حيرت كل من تناهت الى مسامعهم أحداثها .