خصص الاجتماع الإخباري للجمعية التونسية للقيادة والتنمية الذاتية والتضامن «أطلس» للنظر في تشجيع النقاش الاجتماعي حول دور المرأة في الاقتصاد والفرص الاقتصادية المتاحة لها. وعقد الاجتماع بإدارة ديوان تنمية الغابات والمراعي بالشمال الغربي. الاجتماع حضره كل من مستشارة برنامج التعاون الألماني «جيز» بتونس ومدير إدارة الشمال الغربي وممثلان عن إدارة الغابات بعين دراهم ودكتوران من معهد الغابات والمراعي بطبرقة وخبير في الابتكار والتنمية المستدامة. وذلك بمبادرة من هذه الجمعية وبدعم من برنامج التعاون الألماني للتنمية.
و يهدف هذا الاجتماع إلى دعم عمل مجامع التنمية بهذه الجهات ورفع قدرات الأطراف الشريكة في تقديم خدمات أفضل تساعد على إدماج المرأة اقتصاديا وترسيخ هذا المفهوم في المجتمع الذي يقوم على أساس من الموروثات الثقافية والعادات والتقاليد وكذلك خلق موارد رزق لها تتأتى من منتوج المجالات الغابية قصد تمكين المرأة الريفية اقتصاديا من المشاركة في سوق العمل.
وفي تصريح ل«الشروق» قال السيد عبد المنعم العبيدي مكلف بمشاريع بالجمعية التونسية للقيادة والتنمية الذاتية والتضامن «أطلس» استغلال المنتوج الغابي في مجال تقطير الريحان والنباتات الغابية الأخرى هو احد المجالات الهادفة لتصبح مورد رزق للعديد من هؤلاء السكان وتفعيل دور المرأة الريفية في محيطها الغابي حتى تتمكن من استغلال مكونات الغابة خاصة وان المرأة هي الناشط الأساسي في هذا المجال.
كما تسعى الجمعية إلى تنظيم ورشات عمل للنقاش والتحاور بخصوص الإشكاليات والصعوبات والعراقيل الموجودة وخاصة في ما يتعلق بالتشريع الذي يقف عائقا للاستغلال الأمثل لهذه الثروات الطبيعية وسنسعى إلى دراسة كل الاقتراحات والحلول المنبثقة عن هذه الورشات , و قد اخترنا اليوم مجال تقطير الريحان كأول الحلقات من هذا البرنامج المعد لاستغلال النباتات الطبيعية ذات الصبغة الطبية في انتظار أن يشمل عدة حلقات أخرى من المكونات الغابية.
أما السيدة منية القسطلي الباجي مستشارة برنامج تمكين المرأة اقتصاديا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فقد اكدت هذا المشروع يندرج في نطاق التعاون التنموي التونسي الألماني للنهوض بوضعية المرأة التونسية ككل وخاصة المرأة الريفية لأن البحوث أثبتت أن للمرأة دور فاعل في المناطق الريفية , ونحن لا نعرف هل أن هذه المرأة غائبة أو مغيبة في مجال استغلال المنتوج الغابي نظرا وان نشاطها لم يكن واضحا من ناحية الإحصائيات الموجودة. وفي حقيقة الأمر فإن نسبة المرأة الناشطة في هذا المجال قد يصل إلى 80 بالمائة وبالرغم من أن المرأة الريفية أصبحت اليوم مثقفة ومتعلمة ولكن ما يزال هناك خلط بين المرأة الريفية والمرأة الفلاحة وهي من الإشكاليات المطروحة اليوم.
وكل ما نسعى إليه من خلال هذا المشروع أن تصبح المرأة الريفية مستغلة للمنتوجات الغابية ولها مشاريع مربحة على غرار البلدان المتقدمة.
أما السيد محسن السالمي تقني أول بمصلحة الغابات بعين دراهم فقد اكد انه لتنمية المناطق الغابية بجهة عين دراهم لا بد من تخصيص جزء من نسبة العائدات من المنتوجات الغابية لفائدة سكان الغابات وتكون هذه النسبة بين 10 و20 بالمائة حتى يضمن استقرار هؤلاء السكان ويساهمون في المحافظة على الثروة الطبيعية دون استغلال مفرط ومن المفروض تشريك المواطن في المحافظة عل الغطاء النباتي.
وأما السيد عبد الله الرجايبي مدير ديوان الشمال الغربي بعين دراهم فقد اكد على حماية الغطاء الغابي من التآكل والاضمحلال وذلك بتدخل من كل الأطراف والهياكل والمجتمع المدني وهذا لدعم سكان الغابات وتمكينهم من عدة منافع متأتية من المنتوج الغابي كإجراء أولي حتى يصبح المواطن شريكا فاعلا وتخلق مصالحة فعلية بينه وبين الغابات.