«بعد يوم 23 أكتوبر، 24 أكتوبر (!).. والتوافق السابق لا يجب التنصل منه ولا بد من توافق لاحق، لكن الذين طردهم الشعب من الباب لا يمكنهم العودة من الشباك، سنحاسب كل الفاسدين لأننا نخشى الله.. نحن نؤسس لدولة ديمقراطية مدنية. هذا أهم ما توقف عنده عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة ووزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية سمير ديلو في اجتماع عام انتظم ليلة أول أمس الجمعة بصفاقس بحضور عدد كبير من مناصري الحركة لم تتمكن القاعة المخصصة للاجتماع من احتضانهم فكان الحضور خارجها أكثر من الداخل.
الاجتماع حضره كاتب عام حركة النهضة بصفاقس لطفي عبيدة مرفوقا بأعضاء المكتب الجهوي نعمان حمزة والحبيب الرديسي وعضو المجلس الوطني التأسيسي سلاف القسنطيني والعديد من ممثلي الأحزاب الوطنية على غرار اسكندر الرقيق (مؤسس حزب التحالف للسلم والنماء) والحبيب بوعجيلة ومحمد بلقاسم الخلفي (المؤتمر من أجل الجمهورية) والرائد المتقاعد بالجيش الوطني الهادي القلسي وغيرهم من ممثلي بعض الأحزاب الوطنية.
الإطار العام للقاء وضحه الكاتب العام للحركة بصفاقس لطفي عبيدة حين قال في كلمته التمهيدية «هو اجتماع في إطار التواصل بين القيادة والشعب» مبرزا بالمناسبة أبرز الإنجازات الحاصلة في مجال حرية الصحافة والأمن والسياحة والتنمية وتراجع نسبة البطالة وبعث عديد المشاريع وغيرها من المسائل التي ختمها بما وصفه باستهداف الحركة مشيرا إلى أن محاولة الالتفاف عليها مازال قائما، حسب تعبيره. الكاتب العام طرح العديد من الأسئلة تمهيدا لمداخلة سمير ديلو التي تجاوزت الساعة والربع تقريبا أتى فيها على عديد المواضيع التي قال انها تشغل بال أبناء وبنات حركة النهضة والتي انطلق فيها بالتأكيد على أن «الحركة والحكومة بصفة عامة أيديها ممدودة للجميع لكن الذين طردهم الشعب من الباب لا يمكنهم العودة من الشباك».
هذه الجملة حركت القاعة لترتفع العديد من الأصوات رافعة شعار «أوفياء أوفياء ، لا تجمع لا نداء»، وهي الشعار الذي شقه سمير ديلو بالتأكيد على أن هذا الموقف مبدئي ولا تنازل عنه منتقدا البعض من الذين يظهرون يوميا في القنوات التلفزية والصحف بخطاب يشكك في نجاح الحكومة وبعضهم يضع يديه وراء ظهره لأنها ملطخة بالدماء.
وأضاف المتحدث فتحوا دكاكين وسموها جرائد بعضها تم بتهريب الفواكه، وفتحوا دكاكين وسموها أحزابا ويقولون هذه الحكومة ليست حكومة كفاءات وأسألهم في أي مجال خبرتهم؟
حين طرح سمير ديلو هذا السؤال جاءت الإجابة من عديد الحضور «السرقة.. السرقة»، وهو المدخل الذي وجده المتحدث ليقول «نحن أنظف الحكومات يدا في تاريخ البلاد» مضيفا «لن نتسامح مع الفساد ولا تسامحوننا إن فعلنا، سنحاسب سارقا سارقا، فاسدا فاسدا.. هم يهددون بانقلاب، دعوهم يحلمون فليس هناك ضريبة تدفع على الأحلام ..» .
و في موضوع آخر قال سمير ديلو «البعض يتحدث عن انتهاء مدة الكراء، والشرعية، ونحن نقول بعد 23 أكتوبر، 24 أكتوبر، نحن لا نتشبث بالحكم ولا بسلطة.. نحن نؤسس لبناء دولة ديمقراطية مدنية متصالحة مع تراثها وهويتها متفتحة على كل الحضارات، تحترم حقوق الإنسان والحريات وتمد يديها لكل العالم».
وأضاف المتحدث : نحن ملتزمون بكل ما أمضينا عليه، فالكلمة تخرج من حيث تخرج الروح ، لكنه استحال استكمال الدستور في سنة واحدة، والتوافق السابق لا يجب التنصل منه ولا بد من توافق لاحق، أيدينا ممدودة للجميع لنبني هذا التوافق.. أما اللغط حول التعويضات، فقريبا يتم الإعداد لجبر الضرر.. وفيما يتعلق بالفتاة المغتصبة نحن لا نتدخل في القضاء كما لم نتدخل في قضية أحداث المستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس، فإذا تدخلنا لإطلاق سراح نقابي ألا يتعارض هذا مع استقلالية القضاء؟
و ختم سمير ديلو بالقول «آخر كلام أوجهه للمناضلين والمناضلات لو دامت لغيرك لما آلت إليك، الشعب معكم مادمتم في خدمته، نحن أبناء ثقافة تقول خيركم من أهدى إلي عيوبي، واعلموا أن منافسيكم ليسوا قدوة لكم ، دافعوا عن مقدساتكم لكن بأخلاق ديننا الحنيف بأخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم».