بلغ أمس سباق الرابطة الأولى محطته الأخيرة بعد أن طال واستطال وأرهق اللاعبين والمدربين والمسيرين وحتى الجماهير.. الترجي فاز بلقبه الخامس والعشرين.. النجم الخلادي ومستقبل قابس انحدرا الى الرابطة الثانية. «الشروق» استأنست بآراء مدرب ليحدثنا عن أحسن فريق وأحسن ربّان فني واستأنست بآراء مدرب حراس ومدافع ولاعب وسط ومهاجم ليحدثنا كل واحد من هؤلاء عمّن برز وتألق في مثل خطته فهم أهل الذكر وسؤالهم واجب حتى تكون الأحكام علمية ونتلمس معهم أفضل تشكيلة لمنتخب الموسم.
مراد محجوب (مدرب سابق) الترجي رائد وال «سي آس بي» عتيد «نجاحات الترجي المتتالية والألقاب التي يحصل عليها في كل موسم حتى وهو ليس في أفضل حالاته كلها أسباب فرضت أن يكون رائد الأندية في تونس وحتى على المستوى الافريقي، الترجي فريق متكامل اجتمعت لديه ثلاثة مقومات للنجاح: الإدارة العصرية وهيئة مقتدرة بالاضافة الى رصيد بشري ثري وإطار فني يعرف ما يريد وما يصنع ومع كل ذلك يمكن القول إن الترجي كان في نسخة أفضل لو حضرت المنافسة الجدية مع بقية الفرق الأخرى، في هذا المربع برز فريقان آخران وهما النادي البنزرتي الذي أعطى نكهة أخرى للبطولة في غياب الثنائي التقليدي ونعني بهما النادي الافريقي والنجم الساحلي واستطاع أن يكون مراهنا على لقب الموسم رغم أن الفريق لا يعجّ بالنجوم، فريق ثالث وجب التنويه بما قدمه هذا الموسم وهو مستقبل المرسى الذي استعاد نسبيا اشعاعه رغم أنه تأخر في الأمتار الأخيرة برحيل بعض ركائزه».
الكنزاري المدرب الأول
«إذا كان الترجي هو رائد الأندية في تونس والمثال الذي يحتذى في التنظيم الاداري والمالي والفني فإن مدرب النادي البنزرتي ماهر الكنزاري قد يكون أفضل المدربين على الساحة، فهذا المدرب وبالإمكانات المتوسطة التي توفرت له استطاع أن يحدث نقلة نوعية في أداء الفريق ويغرس في ذهنية لاعبيه ثقافة الانتصار واللعب دوما لبلوغ ذلك، بالاضافة الى امتلاك الكنزاري لقراءة جيدة للمنافس وتعامل جيّد من حيث التصورات الفنية لكل الفرق التي سيواجهها لهذا السبب كان ناجحا الى حدّ كبير في هذا الموسم. المدرب «جيرار بوشي» جلب إليه الأنظار أيضا في هذا الموسم فهو فني متمرّس استطاع أن يبني فريقا متجانسا من خلال التواصل الجيد مع اللاعبين والاقتراب إليهم أكثر وهذا الذي جعل فريق المرسى يبرز بشكل ملفت للنظر في هذا الموسم ويحقّق أفضل النتائج».
منجي المليكي (مدرب حرّاس) بن شريفية «السدّ العالي» «لم يكن من السهل في فترة سابقة سدّ الفراغ الذي تركه اعتزال الحارس الأول في تونس حينها شكري الواعر حتى كدنا نقول إن الساحة قد فرغت من الحراس الممتازين وهذا راجع أساسا الى غياب التكوين القاعدي والمتابعة ولكن من حسن الحظ أن المشهد الحالي قد عرف بروز بعض الحراس وقد يستفيد منهم المنتخب لوقت طويل وهم الحارس معز بن شريفية وحارس النادي البنزرتي فاروق بن مصطفى ثم الحارس زياد الجبالي وبدرجة أقل حارس الاتحاد المنستيري هشام الزهاني، لكن الأفضلية في اعتقادي تبقى لحارس الترجي معز بن شريفية الذي يمتاز عن البقية بخصال عديدة فهو حارس يمتلك ثقة كبيرة في النفس وقدرة كبيرة على توجيه دفاعه بالاضافة الى امكاناته البدنية والسرعة في ردّة الفعل وحسن التعامل مع الكرة الموجّهة إليه، هذا الشاب اكتسب الكثير من الخبرة من خلال مشاركاته الافريقية مع الترجي والمنتخب وقد تكون الفرصة سانحة أمامه ليصبح الحارس الأول للمنتخب».
فريد شوشان (لاعب سابق) سامح الدربالي ملك الجهة اليمنى «عديد اللاعبين ممّن ينشطون على الجهة اليمنى للدفاع قد برزوا بشكل ملفت للنظر خلال هذا الموسم على غرار اللاعب الشاب النادي البنزرتي حمزة المثلوثي الذي أمامه مستقبل كبير شريطة أن يثابر ويجتهد أكثر بالاضافة الى ظهير النادي الصفاقسي «ماما يوسوفو» ولاعب النادي الافريقي حمزة العقربي الذي أظهر خلال هذا الموسم خصالا فنية كبيرة وطوّر أسلوب لعبه وازداد ثقة في النفس وقدرة على التأقلم السريع مع بعض المراكز التي احتاجه فيها مدربه، صراحة هو لاعب بمواصفات فنية جيدة، لكن في اعتقادي يبقى الاستثناء والامتياز الأكبر للاعب الترجي الرياضي سامح الدربالي الذي برز بشكل ملفت في هذا الموسم بعد أن اعتقد الجميع أن خروجه من الترجي نحو تجربة مبتورة في بعض الفرق الأخرى كانت بمثابة نقطة النهاية لمشواره لكن هذا اللاعب اجتهد وانتفض من جديد واستطاع في وقت وجيز أن يفتك مكانه في تشكيلة الترجي ويصبح احدى الورقات الفنية الهامة للمدرب معلول بل وأحد الحلول الهجومية التي لا غنى عنها، هو لاعب محارب جمع بين السرعة والصلابة ويستحق لقب الملك في الجهة اليمنى للدفاع».
علي معلول متألق دفاعا وهجوما
«في الجهة الثانية لخط الدفاع يمكن القول أن المفاضلة ستكون صعبة بين لاعبين برزا بشكل لافت هذا الموسم في فريقيهما ونعني بهما الظهير الأيسر للنادي البنزرتي حسام الحاج مبروك ولاعب النادي الصفاقسي علي معلول وكلاهما أظهر امكانيات بدنية وقدرة كبيرة على تأمين التغطية الدفاعية اللازمة ودعم البناء الهجومي والمعاضدة في صنع اللعب مع السرعة في العودة الى المناطق الخلفية وتضييق المساحات أمام المنافس وإذا كان لا بد من اختيار الأفضل بينهما فإن بعض الخصائص الإضافية قد تخدم مصلحة اللاعب علي معلول الذي يمتلك نفسا هجوميا وقدرة على التصويب بدقة من مختلف المسافات ومع نجاح نسبي في تجسيم بعض الفرص إلى أهداف معلول برز في هذا الموسم وأصبح محل اهتمام عديد الأندية التي باتت ترغب بشدة في ضمه الى صفوفها».
الذوادي والبولعابي بامتياز
«الكرة العصرية تخلت تدريجيا على نوعية المدافعين الذين ينحصر أداؤهم في تأمين الجانب الدفاعي فقط وهؤلاء ماكانوا يمتازون ببنية جسمانية كبيرة ويفتقدون في ذات الوقت للفنيات لكن في العشرية الأخيرة امتلك اللاعب المدافع صورة جديدة امتزجت فيها الخصال البدنية بالفنية والأمثلة عديدة لكن على المستوى المحلي اعتقد أن الامتياز يبقى للاعب الشاب ومدافع النجم الساحلي شمس الدين الذوادي الذي أظهر الى حدّ الآن من الامكانات البدنية والفنية ما يؤكد أنه أفضل المدافعين على الساحة هو لاعب صلب ومندفع ويمتاز بتفوقه على منافسه في الحوارات الثنائية والكرات الفضائية إضافة الى ذلك فهو يمتلك نفسا هجوميا ويمتاز بالفنيات وحسن التمركز لاعب آخر يمكن اعتباره من المدافعين الممتازين ونعني بسام البولعابي الذي قدم موسما متميزا مع مستقبل المرسى دفاعا وهجوما باعتباره صاحب أربعة أهداف حاسمة مع فريقه.
ماهر الزديري (لاعب سابق) المولهي والحرّان أفضل ثنائي ارتكاز «في الكرة الحديثة ارتبط التألق والنجاح لأكثر الفرق بتميز خط وسط ميدانها من حيث قيمة لاعبي الإرتكاز وصانعي الألعاب وهذا ينطبق نسبيا على فريق الترجي الرياضي والنادي البنزرتي في هذا الموسم فكلاهما يمتلك أفضل اللاعبين على غرار خالد المولهي الذي أعدنا اكتشافه في هذا الموسم بعد أن كان قد لفه النسيان لكن منذ مجيئه للترجي برز في شكل جديد واستطاع أن يفتك مكانه في المكشخة «باقتدار كبير فهو الى جانب خصاله البدنية والفنية هو لاعب منضبط تكتيكيا يلعب دون فلسفة أو تعقيد مندفع وعادة مما يتفوق في الحوارات الثنائية ويساهم بشكل فاعل في قطع الهجمات للفريق المنافس وهو يشكل لوحده جدارا دفاعيا أول في منطقة وسط الميدان.
لاعب آخر برز هذا الموسم وهو أحمد حران الذي ظهر في نسخة مغايرة في النادي البنزرتي أفضل من الذي كان عليها في نادي حمام الأنف هو لاعب سريع يمتاز بالاندفاع ويمتلك نفسا هجوميا يجعله فاعلا في منطقة المنافس علاوة على دوره كلاعب ارتكاز والأكيد أن النادي البنزرتي هناك بعض العناصر الأخرى من خصال هذا اللاعب».
هناك بعض العناصر الأخرى التي برزت وفي هذا الموسم ووجب ذكرها على غرار اللاعب الشاب للأولمبي الباجي أيمن الكثيري الذي بدأ يشق طريقة بثبات ومن الممكن أن يكون تحت الأضواء في الموسم المقبل».
المساكني نجم وحضرية بثبات
«على مستوى صنع اللعب لا يمكن أن نتحدث عن لاعب آخر في هذا المركز غير النجم يوسف المساكني الذي يعد من أفضل اللاعبين على الساحة وأحد نجوم الكرة في تونس، هو لاعب متكامل يمتاز بالسرعة والقدرة على المراوغة والتهديف من كل المسافات وبمختلف الوضعيات لا يمكن أن نتكهن ماذا سيصنع كلما كانت الكرة بحوزته المساكني أخذ بعدا آخر وأصبح اخترافه خارج الحدود ضرورة ونعتقد أنه سيصنع العجب أينما حل من جهة ثانية هناك لاعب ثان برز هذا الموسم كأفضل ما يكون وهو صانع ألعاب النادي البنزرتي نور حضرية الذي ساهم بشكل كبير في صنع انتصارات فريقه سواء بالتهديف أو بالتمهيد له رؤية شاملة للملعب وقدرة على قراءة اللعب والتحكم في النسق وبارع في تنفيذ الكرات الثابتة في كلمة هو أفضل العناصر على الساحة وقادر على مزيد التطور والنجاح». عادل السليمي (لاعب سابق) «نجانغ» بدون منازع والزوي فاعل للأسف كنا نتمنى أن يبرز في القطاع الهجومي لفرقنا بعض اللاعبين المحليين حتى تستفيد منهم فرقهم ويستفيد معها منتخبنا الوطني لكن مرة أخرى تختفي صورة هذا المهاجم وسط الزخم الكبير من اللاعبين الأجانب الذين توافدوا بكثرة واكتسحوا بطولتنا ومع ذلك فقد أتيحت لجماهير الكرة أن تشهد بروز بعض المحليين هذا الموسم غلى غرار مهاجم النادي الصفاقسي فخر الدين بن يوسف الذي تألق في الجولات الفارطة وأعطى مؤشرات ايجابية على مولد مهاجم من طراز عال شريطة أن يحظى بالإحاطة وينال فرصته كاملة بالإضافة إلى مهاجم النادي البنزرتي حسان الحرباوي وأمل حمام سوسة المخضرم أمين العويشاوي لكن يبقى في كل الأحوال الامتياز من نصيب مهاجم الترجي «يانيك نجانغ» الذي نال إجماع كل الملاحظين وأخذ صفة المهاجم العصري الذي يسجل الأهداف ويمهد علاوة على ثقله الهجومي الكبير ونضجه التكتيكي وامتلاكه لخصال بدنية فلما تتوفر في لاعب واحد هو في النهاية «ماكينة» لتسجيل الأهداف لاعب آخر برز في هذا الموسم وهو مهاجم النادي البنزرتي أحمد الزوي الذي قاد فريقه الى عديد الانتصارات بفضل نجاعته الهجومية وحسن تمركزه في مناطق المنافس وطلبه الكرة في الوقت المناسب ، أحمد الزوي و«يانيك» يمتلكان النجاعة الهجومية اللازمة لكنهما لا يتشابهان فأكثر الأهداف التي سجلها الزوي كانت فضائية بواسطة الرأسيات لكن «نجانغ» سجل من كل الوضعيات بالرأس وبالرجل اليمنى واليسرى وعن طريق ضربات الجزاء أو بواسطة التسديدات القوية من خارج منطقة 18 مترا لذلك يمكن أن نعتبره المهاجم الأول في البطولة التونسية».