انطلق مشروع المسلك السياحي بالكاف في 3 أكتوبر 2011 بعد زيارة وزيري الثقافة والسياحة للجهة في أفريل2011. حيث تعهدا بتمويل المشروع بمبلغ قدره 600 ألف دينار مناصفة بين وزارتي السياحة ووزارة الثقافة. وزارة السياحة اوفت بتعهداتها ورصدت نصيبها من المبلغ المذكور, أما وزارة الثقافة فلم تف بوعدها. مما تسبب في توقف الأشغال وأحيل البعض من أصحاب الشهائد العليا الذين يعملون به على البطالة القصرية دون أي تبرير واضح ,فقرروا الدخول في اعتصام مفتوح.
يقول صلاح الدين العويتي (35 سنة متحصل على الأستاذية في التاريخ منذ جويلية 2003): انطلقت في العمل بهذا المشروع. وقد حلمت مع زملائي بأن يكون مورد رزق دائم لنا وبداية تفعيل للتنمية السياحية بجهة الكاف وان تتحول ولايتنا لمركز للسياحة الثقافية نظرا لمخزونها الأثري والتراثي الكبير، وبعد جهد كبير في العمل لمدة سنة في ظروف قاسية، وبعد أن تكبدت المجموعة الوطنية أموالا متأتية من وزارة السياحة. قرر المشرف العام إيقافنا عن العمل بتعلة عدم توفر الاعتمادات اللازمة. كما انه عاملنا بطريقة لا انسانية واهدر كرامتنا واستهزأ بالمشروع قائلا: انه لا يعنيه. وبسبب ذلك قررنا الدخول في اعتصام مفتوح مطالبين بحقنا في العمل بهذا المشروع ومتمسكين بمراحل إنجازه المنصوص عليها بالاتفاقية الممضاة بين وزارتي السياحة والثقافة.
أما زميله محمد الهادي المولهي، (38 سنة، متحصل على الأستاذية في التاريخ منذ جوان 2002) فأضاف «تم استدعائي للعمل عن طريق مندوبية الثقافة بالكاف على أن يتم انتدابنا للعمل بالمشروع مع ضمان كل الحقوق, لكن مع انطلاقه بدأت رحلة المتاعب حيث لم نر أي عقد إلى حد الآن، كما أن الأجر المتفق عليه فى البداية تراجع ب 100 دينار. وبعد مرور 8 أشهر تخلى السيد مصطفى الخنوسي المشرف العام عن المشروع لصالح السيد مراد عرعار والذي منذ قدومه بدأت سلسلة المشاكل. وأصبح يحاول بكل الطرق طردنا ونحن نرفض بشدة هذه التصرفات ونطالب كل السلط المعنية بالوقوف إلى جانبنا. أماعبد الستار المناعي من المتضررين أيضا من إيقاف المشروع وهو متحصل على الأستاذية في علم الآثار ويبلغ من العمر 34 سنة فيعقب: وقعت دعوتي منذ أكتوبر الفارط للعمل بهذا المشروع وبقيت اشتغل بنصف الأجر مع زملائي في العمل انطلاقا من شعور وطني للازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد. ولم نطالب بالترسيم وإنما طالبنا باستمرارية المشروع على أساس أن تقع تسوية وضعياتنا سنة 2012 أو 2013 أو حتى 2014. المهم أن لا يقع تسريحنا للبطالة من جديد خاصة وأن هنالك وضعيات اجتماعية مزرية وأنا واحد منهم.هذا بالإضافة إلى أن هذا المشروع هو الوحيد الذي وقع بعثه بولاية الكاف بعد الثورة وذلك في إطار تنشيط المجال الثقافي والسياحي بالجهة والنهوض بها تنمويا.
ولمعرفة موقف الإدارة، اتصلنا بالسيد مراد عرعار المكلف بالبحوث بالمعهد الوطني للتراث والمشرف على الآثار بولاية الكاف فبين لنا أنه لا دخل له في تسريحهم وانه عندما تسلم منصبه الحالي في غرة جويلية 2011، كانت الخزينة تقريبا فارغة فال 300 الف دينار التي قدمتها وزارة السياحة لم يبق منها سوى 65 ألف دينار.
أما وزارة الثقافة فلم تمنح سوى 50 ألف دينار تسبقة من مبلغ قدر ب 300 ألف دينار التي وعدت بها. وهذا المبلغ نفد بعد خلاص أجور أشهر جوان وجويلية وأوت. ويؤكد السيد « عرعار « أنه راسل وزارة الثقافة كما راسل المدير العام للمعهد الوطني للتراث وطلب منهم التدخل لعدم إيقاف المشروع وأضاف: « ان المراقبة الجهوية للمصاريف العمومية رفضت التوقيع على طلبات التزود بالمعدات اللازمة لواصلة ترميم المسلك السياحي.
وقد وضحت للعاملين بالمسلك «أن انتدابهم أو مواصلة المشروع أمر خارج عن مسؤوليتي وهو بيد الوزارة وحدها وأنا من المتحمسين لتواصله. وقد نصحتهم بالتوجه إلى الوزارة وتبليغ أصواتهم. وفي المرة الأخيرة رفضت الاستماع إليهم نظرا لانشغالاتي صلب وظيفتي. هؤلاء الشباب معذورون فقد تلقوا وعودا زائفة من المسؤولين السابقين».