سنون طويلة والحدائق العمومية بالقصرين مهملة رغم أنها تمثل وجه المدينة وموطن بهائها وقد كانت لا تعرف الصيانة ولا العناية الا في مناسبة الاحتفال بذكرى التحول المزعوم حيث كان يزين نصب السابع من نوفمبر بألوان ذهبية. هذه الأيام أعيدت الحياة إلى هذه الحدائق حيث قلبت ارضها وأزيل ما فيها من أعشاب طفيلية كانت تخفي بين أوراقها وأغصانها فواضل ليالي السهر الصيفية وقد جلبت لهذه الحدائق عديد أنواع الغراسات من أشجار زينة وأزهار وورود لم تعهدها هذه الحدائق من قبل لأنها كانت فقط حكراً على حدائق المدن الكبرى أما الداخلية فهي لا تعنيها لانها مواطن تهميش وتجاوز.
حديقة الحي الاولمبي أخذ وجهها يتغير فمع كل صباح يوم جديد يندفع العمال إليها يواصلون تنفيذ مشروع احيائها وتجميلها فتحس بجدية العمل وفسحة الأمل ، كذلك الشأن بالنسبة الى حديقة حي الخضراء وغيرها كثير إذ هي مشاريع بلدية حكومية ادخلت السعادة في نفوس سكان الأحياء المجاورة لهذه الحدائق التي ستكون متنفسا للعائلات فتذهب عن الجميع القلق والسبات في المناطق الخضراء خير مكمل لعيش أهل المدن الذين يعتبرون الحدائق العمومية جزءًا من سكنهم .
فهل تتواصل بعد اشغال التهذيب والتجديد عمليات العناية ومتابعة هذا الوليد؟ أم أن الحدائق سيكون مآل غراساتها الموت عطشاً بعد أن غابت عنها معالم المحافظة؟ وأي دور سيلعبه سكان الأحياء المجاورة في حماية هذه الثروة وليدة الثورة؟