اهتزت مدينة صفاقس فجر يوم أمس الثلاثاء على وقع حادثة اجرامية جمعت بين المخالفات القمرقية والاعتداءات على أعوان حرس الديوانة مما خلف 4 مصابين في صفوف الأعوان حالاتهم متفاوتة الخطورة. وقد نجحت فرقة النجدة بالتعاون مع الشرطة العدلية بصفاقسالمدينة من ايقاف 7 متهمين من ضمنهم 2 مفتش عنهم وحجزت وسيلتي نقل محملة بالسلع المهربة. هذه الحادثة انطلقت خيوطها قبيل فجر يوم أمس الثلاثاء، ففي حدود الساعة الثالثة فجرا، كان أعوان الحرس الديواني بصفاقس يراقبون كعادتهم طرقاتنا ويحرصون اقتصادنا من بعض تجار «الكونترا» والسلع المهربة الخارجة والوافدة على البلاد.
تهريب
كان الوضع شبه عادي، بمنطقة الصخيرة لما مرت سيارة كبيرة الحجم على متنها 5 مواطنين من تونس مع سائق ليبي الجنسية، استوقف الاعوان السيارة وبنظرة مجردة فهم الأعوان أن وسيلة النقل محملة بسلع مختلفة جمعت بين الملابس الرياضية والأقمصة الرجالية، وملابس النساء والأطفال وغيرها، وكاجراء روتيني طلب الاعوان من أصحاب السلع فواتير الاقتناء ورخص التوريد وغيرها من الوثائق التي تثبت سلامة السلع وسلامة الاجراءات.
الوثائق المطلوبة كانت غائبة بشكل تام مما استوجب نقل السلع وأصحابها الى مقر فرقة الحرس الديواني الكائنة بالميناء التجاري بصفاقس للقيام بالاجراءات القانونية اللازمة للتثبت من مدى سلامة السلع.
تعامل الأعوان كان حضاريا للغاية، وهو الاسلوب المستمد من حرفية الأعوان وخبرتهم المعهودة والتي هي في الواقع معروفة لدى كل المتعاملين مع ادارة الحرس الوطني بصفاقس... كانت كل الامور تسير بشكلها العادي والروتيني وبدأ فرز السلع وتدوينها بأسماء أصحابها فجر يوم أمس.
أكثر من ألفي بدلة رياضية... أكثر من ألف و500 قميص رجالي من النوع الفاخر، آلاف الاحذية الرياضية وغيرها من ملابس الكهول والنساء والأطفال، كانت عملية الحساب والاحصاء تسير بشكلها العادي والقانوني، وفجأة ظهرت اضواء شاحنات تربض أمام مقر الحرس الديواني بصفاقس.
اقتحام منظم
توقفت الشاحنات وقفز منها ما يقارب ال 20 شابا توزعوا على 3 مجموعات، مجموعة أولى اقتحمت مقر فرقة الحرس الديواني، وثانية قفزت من السياج وولجت فضاء المخازن، وثالثة توجهت نحو السلع وأخرجتها بالقوة من السياج لتضعها في الشاحنات الرابضة خارج مقر الفرقة.
وبين هذا وذاك كانت الاعتداءات على الأعوان بالعصي والحجارة والقضبان الحديدية، مع سب وشتم واعتداءات لفظية نابية، وبالرغم من أن الاعوان كانوا يحملون أسلحتهم، إلا أنهم وحسب مصدر مسؤول من الحرس الديواني بصفاقس لم يحاولوا بل ولم يفكروا أصلا في استعمالها رغم خطورة الموقف وعالجوا الوضع بطريقتهم الخاصة بالاستعانة بأعوان النجدة بصفاقسالمدينة.
مصدر رفيع المستوى من الفرقة أكد ل «الشروق» أن تدخل أعوان النجدة كان سريعا وقياسيا، وقد تمكن الأعوان من ايقاف 7 شبان من المهاجمين 2 منهم كانت قد صدرت في شأنهم برقيات تفتيش من أجل قضايا سابقة، كما حجز الأعوان الشاحنتين اللتين أعدتا لنقل المحجوز من السلع مع بعض الأسلحة البيضاء التي اعتمدت في عملية الهجوم والاقتحام.
الموقوفون الآن لدى الشرطة العدلية بصفاقسالمدينة، وأعوان الحرس الديواني بصفاقس من المصابين في أقسام المستشفى الجامعي.