حاولت قوات الأمن إخلاء عدد من المنازل يقطن فيها حوالي 100 شخص بمصبغة «دافان» بنهج البرتقال بباردو ولكن السكان منعوهم من ذلك، وهذا ما جعلهم يتراجعون ليؤجلوا تنفيذ قرار إخلاء المكان الى الأيام القادمة. في نهج البرتقال هذا الحي الراقي تتواجد بعض المنازل الملتصقة بمصنع «دافان» الذي أغلق منذ سنة 1990، ويبلغ عدد سكان هذه المنازل حوالي 100 شخصا من بينهم كهول وشيوخ ونساء وأطفال ومعوّقون جمعهم الفقر، وسكنوا هذه المنطقة حسب ما أكدوا لنا منذ 1946 حين مكّنهم المالك الأصلي لمصنع «جورج لويس دافان» من هذه المنازل ليقطنوا فيها حيث كان آباؤهم وأجدادهم يعملون هناك.
«الشروق» كانت حاضرة في منطقة «دافان» بنهج البرتقال بباردو بعد أن حاول أعوان الأمن إخراج السكان بالقوة العامة حيث قالت زينة الهمامي إحدى المتساكنات «لقد حاولوا طردنا بالقوة ولكن هذه المرة نجحنا في منعهم من ذلك ولكن هدّدونا بالعودة في الأيام المقبلة ولكن لن نسمح لهم بذلك فتاريخنا وحياتنا مرتبطان بهذا المكان ولن نتركه أبدا مهما فعلوا».
ومن جهتها أضافت الحاجة هندة وهي من سكان هذه المنطقة «لقد سكنا هنا منذ 1946 وليس كما يقال بعد الثورة فنحن سكان أصليون لهذه المنازل»، كما ساندتهم في هذا الموقف جارتهم فتحية التي أكدت أن جميع السكان لم يفتكوا المنازل إثر الثورة بل منذ خمسينيات القرن الماضي وهم يسكنون في نهج البرتقال بمنطقة «دافان». صرّح لنا عدد من السكان أن من رفع بهم قضية إخلاء المنازل هما جمال الدين التلمساني وزكية التلمساني واتهمانا بالقيام بالشغب وافتكاك المنازل بلا وجه حقّ وكل هذه الاتهامات هي افتراءات لا صحّة لها.
لا مكان لنا
وإجابة منهم عن سؤالنا حول المكان الذي سيسكنون فيه في صورة ما إذا تمّ طردهم في الأيام القادمة بالقوة العامة أجابوا جميعا «لا مكان لنا» وقالت احداهم «نحن أناس فقراء لا نملك حتى قوت يومنا، هناك الأرامل والمطلقات وأبناؤنا يدرسون وجارتي ابنها معوق، ماذا سنفعل إن تمّ طردنا؟
وطالب المتساكنون بتدخل عاجل من رئيس الحكومة حمادي الجبالي لينقذهم من تهديدات أعوان الأمن لهم بالطرد وبتشريد أبنائهم وعائلاتهم قائلين «إن هذين الشخصين اللذين رفعا قضية ضدنا من أصحاب النفوذ في تونس ونخاف أن يتمكّنا من خلال سلطتهما بطردنا وحينها ستكون الكارثة الكبرى بأتمّ معنى الكلمة».
وكر الدعارة
غير بعيد عن منطقة «دفان» التقينا ببعض سكان نهج البرتقال بباردو وهي من الأحياء الراقية هناك، فأكد لنا أحد المتساكنين أن السكان يعانون يوميا من تواجد المنحرفين الذين يستعملون مصنع «دافان» الذي تحوّل الى خربة ووكر للدعارة والمخدرات وبيع الخمر واحتسائه مما تتسبب في عديد المناوشات معهم وكما تعرضت احدى الفيلات للسرقة 5 مرّات متتالية، كما طالبوا أيضا بضرورة تدخّل بلدية باردو لوضع حدّ لهذه التجاوزات اللاأخلاقية في هذا الحي حيث قال أحدهم «سننتظر تدخل السلط المعنية وإن تأخر سنتخذ إجراءاتنا بنفسنا وسندمّر هذا المصنع ونقتلعه من مكانه حماية لنا».