رغم وفرة المياه وخصوبة التربة ووجود طين من النوع الممتاز يصلح لصناعة الآجر إلا أن منطقة «الماسخية» شهدت نزوحا كبيرا نحو المدن الساحلية.. نزوح أفقد المنطقة حيويتها وجعل الثروات التي تحتويها في مهبّ الريح بسبب عدم الاستغلال. السيد الهميسي الخماسي أصيل المنطقة ومعلم متقاعد أكد على تراجع عدد التلاميذ بشكل كبير لينحصر في 20 تلميذا أغلبهم من أبناء الوافدين على المنطقة للعمل الزراعي. من ناحية ثانية تحدث: على الثروة المائية التي ميزت المنطقة أيام كانت المياه العذبة الصافية تجلب من عيون «التبروس» ثم تجمع بخزانات قرب محطة القطار فيتزود منها الأهالي ثم تعبأ كميات منها لتحمل على القطار الى مناطق أخرى من ولاية سليانة . وبعد 3 طواحين حبوب و3 جزارين وحي عمالي ضم عمال السكك الحديدية من مختلف البقاع لم يبق من كل هذا الا دكان مواد غذائية وحيد..اما السيد محجوب الخماسي وهو من أصيلي المنطقة فقد تحدث على ظاهرة النزوح نحو المدن المجاورة للبحث عن عمل ولو بأجر زهيد وتأمين دراسة الأبناء بالمدارس الثانوية . وهذا النزوح اغلبه كان نحو العاصمة والمدن الساحلية كما أن تغيير مسار الطريق القديم المحاذي للسكة الحديدية كان سببا في ركود الحركة الاقتصادية بهذه الجهة . ورغم خصوبة التربة وتوفر المياه ووجود نوعية راقية من الطين الصالح لبعث معمل آجر أو ورشات لصناعة الخزف لم يمنع السكان من النزوح بسبب غياب سياسة جدية لتمنية حقيقية هذا ما أكده السيد احمد بلهادي. أما محمد الحبيب فقد طالب بضرورة عودة نشاط محطة القطار والحاق المنطقة بالمسلك السياحي المتجه نحو آثار «التبروس» واعادة ترميم الحي الخاص بعمال السكة الحديدية ليحتضن عددا من العمال المنتمين إلى سوترافار أصيلي المنطقة وهو ما من شأنه أن ينشط الحياة الاقتصادية .