تعرض قيّم عام بالمعهد النموذجي إلى العنف من قبل منحرفين وتعرضت أستاذة بمعهد عقبة إلى عنف مماثل وأحيلت قيمة إلى قسم الاستعجالي من أجل العلاج إثر تعرضها إلى العنف وتعرض قيم عام بإعدادية دار الأمان إلى العنف من قبل ولي تلميذ. كما تعرضت أستاذة بإعدادية عين جلولة إلى التحرّش من قبل سائق سيارة نقل ريفي وتعرض تلاميذ إلى المضايقات والسلب واعتراض سبيل وتحرّش هي عينات مقتضبة من حالات العنف اليومي الذي يتجرع مرارته المربون والتلاميذ منذ سنوات عدة.
حيث وفي وقت مبكر من العودة المدرسية بولاية القيروان وفي أكثر من مناسبة تزايدت وتيرة العنف داخل المؤسسات التربوية وفي محيطها وتعرّض مربون وتلاميذ إلى العنف من قبل المنحرفين المرابطين بجوار المؤسسات إلى جانب تلقيهم تهديدات متواصلة ومضايقات، ورغم النداءات إلى الجهات الأمنية من أجل التدخل ومن أجل توفير الأمن في محيط المؤسسات التربوية فإن عدد المتضررين ارتفع، وهو أمر نبهت إليه عديد الأطراف التربوية والسياسية في لقاءاتها مع الوالي في جلسات يحضرها ممثلون عن منطقة الشرطة وإقليم الحرس بالقيروان لكن النداءات تاهت في صخب الفوضى وتواصل الانفلات بشكل يوحي بوجود تواطؤ أو توصية بعدم التدخل حسب ما أفاد به أحد المربين وهو أمر خطير سواء ثبتت صحته أم لا لأنه في كلا الحالتين لا يحمي المربين والتلاميذ.
اعتداءات متكررة
المؤسسات التربوية التي يؤمها يوميا المئات من التلاميذ والمربين والأولياء تحتاج إلى أن تكون نقاطا أمنية ذات أولوية محروسة ولا تختلف مؤسسة عن أخرى في حجم الاعتداءات لأنها أصبحت موجهة ضد التلاميذ وضد المربين أمام تحركات المنحرفين بحرية ودون تدخل من النيابة العمومية.
وحدث ولا حرج عن الخراب وأوكار الفساد والمزابل المنتشرة في محيط المؤسسات التربوية وعن بيع الخمر والمخدرات على عتباتها حيث تم قبل يوم واحد من العودة المدرسية إيقاف 3 شبان كانوا بصدد استهلاك المخدرات تحت سور الإعدادية النموذجية كما حذر بعض ممثلي المجتمع المدني من تفشي هذه الآفة الخطيرة في الوسط المدرسي وفي محيط المؤسسات التربوية، وهو ما يستوجب تدخلا أمنيا واسعا.
وإلى جانب الحلول الأمنية المطلوبة بإلحاح فإنه يجب التدخل على الصعيد الاجتماعي والتربوي والتنموي، خصوصا مع التلاميذ المنقطعين عن الدراسة مبكرا وخاصة أبناء الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية والفقر المدقع، وهذا يتطلب تدخلا من جميع الأطراف التربوية والاجتماعية والثقافية والمجتمع المدني وتفعيل إشعاع المؤسسة التربوية على محيطها.