لعل ما تشهده ولاية سيدي بوزيد في الفترة الاخيرة من احتجاجات واعتصامات نتجت عنها غلق بعض المؤسسات على عكس ما يتداول فإن هناك ادارات اخرى تحدت الوضع وواصلت العمل مستعينة بتجنّد موظفيها من اجل خدمة المصلحة العامة. المندوبية الجهوية للشباب والرياضة ابرز الادارات التي بالرغم من الهزات التي مرت بها الجهة وهوما اكده السيد محمد وناس صالحي كاتب عام النقابة الجهوية للشباب والطفولة الذي اشار الى ان قطاع الشباب والطفولة مر بمراحل مجحفة منها ما يتعلق بالسياسات الحكومية السابقة التي كانت تحرص على تضييق تدخلاته وتقزيم حجمه وممارسة الضغط في وضع ميزانيته العامة خاصة في الجهات الداخلية ناهيك عن انتشار التعسف والمحسوبية في تحمل المسؤوليات مما ولد احساسا بانعدام الثقة من خلال تكريس المصالح الشخصية الضيقة ضد الصالح العام ومما يحسب للقطاع في الجهة بعد الثورة تجند كل اطارات القطاع والاداريين والعملة والمسؤولين والسيد المندوب الجهوي للشباب والرياضة حيث يعمل الكل من موقعه جاهدا للنهوض بالقطاع رغم عديد العراقيل ورغم عدم تحمل السلط الجهوية لمسؤولياتها بالكامل تجاه القطاع من خلال العمل على الدعم الكمي والنوعي للموارد البشرية والبنى التحتية حتى نستطيع تحصين الاطفال والشباب ضد الفراغ من خلال استثمار اكبر مساحة زمنية للحياة اليومية لهؤلاء وهي مساحة لا تستطيع الاسر والمدارس تغطيتها لكن المربي والمنشط « السوسيوتنموي» المحترف لديه كل امكانيات التدخل والانتاج والمشاركة في تدبير الشأن العام غير انه في غياب بنية تحتية ملائمة لا يستطيع المربي القيام بدوره على الوجه الاكمل فالمتأمل في مؤسسات دور الشباب ونوادي الاطفال يقع تحت صدمة هشاشة وبؤس البنية التحتية للعديد منها حيث لا يمكن تصنيفها ضمن خانة البنايات اللائقة بالقطاع مع ملاعب ترابية ان وجدت لا علاقة لها بالرياضة الامر الذي يجعل شباب الجهة عرضة للانحراف .
من جهته السيد ايمن الجدي مفوض النقابة الجهوية للتعليم الثانوي والتربية البدنية اوضح ان ايجابيات القطاع في فترة ما بعد الثورة هي تفاعل الادارة مع شواغل القطاع وتغليب لغة الحوار على سياسة الاملاءات الفوقية والبيروقراطية السابقة زد على تفاني ابناء الادارة في اداء واجبهم وسهولة التعاون وصبرهم رغم مرور الادارة بمرحلة انتقالية بعد الثورة وما يحسب لسلطة الاشراف تعيين مندوب جهوي من صلب القطاع مما جعل لغة التواصل يسيرة خاصة وانه اثبت غيرته اللامتناهية على القطاع من خلال سعيه اللامحدود للنهوض بقطاع الرياضة والشباب والطفولة بجهة سيدي بوزيد التي ظلت منسية ومهمشة طيلة العهود السابقة بالرغم من تواجد عديد المواهب في مجالات مختلفة آخرهم البطلان نضال السبوعي ونضال العاصي وهما من رياضيي النخبة في اختصاص رياضة التايكواندو. كما اضاف السيد ايمن ان الايجابيات لا تحجب العديد من النقائص في قطاع الرياضة حيث لا بد من مزيد الاعتناء بالجمعيات الرياضية المدنية بالجهة ودعوة كل الاطراف المتداخلة الى دعمهم بما انها تمثل طموح رياضيي وشباب الجهة ككل. دون نسيان نادي كرة اليد بسيدي بوزيد الذي يحقق نتائج مشرفة رغم الظروف المادية الصعبة وغياب البنية التحتية الملائمة لنشاطه.
تسوية الوضعيات المهنية ضرورة ملحّة
واشار السيد ايمن الجدي الى ان من اهم مطالب القطاع تسوية وضعية المعلمين الاول بترقيتهم خاصة المنتدبون بعد 30 جوان 2005 حيث ظلوا في نفس رتبهم منذ انتدابهم والمطالبة ايضا بتسوية وضعية عملة الحضائر والاعوان الوقتيين ومطالبة الوزارة بتعميم القاعات المغطاة على مختلف معتمديات الجهة بمواصفات ملائمة وختم السيد ايمن بانهم كنقابة يثمنون مجهودات الاداريين والموظفين والمندوب الجهوي على تفهمهم وحرصهم على تذليل كل صعوبات القطاع. من جانبها السيدة منيرة منصري بينت أن هناك عديد الصعوبات التي تواجه موظفي المندوبية الجهوية للشباب والرياضة خاصة منها التوقيت الاداري الجديد الذي كان محل احتجاج في الفترة الاخيرة باعتباره لا يراعي خصوصيات الجهات الداخلية لكننا خيرنا الصمود في العمل والمطالبة بتوقيت يتماشى وقدرة الموظف من اجل ضمان السير العادي للشؤون الادارية حتى لا تتعطل مصالح المواطن كما ان هناك عديد المضايقات التي يتعرض لها الموظفون لكن المسؤول الاول كان دائما حريصا كل الحرص على ان لا يتأثر مردود الادارة بأشياء يعتبرها ثانوية لا جدوى منها سوى تعكير الاجواء وصفو السير النموذجي لدواليب العمل صلب ادارتنا.
وبينت السيدة منيرة ان موظفي واطارات وعملة المندوبية الجهوية للشباب والرياضة بسيدي بوزيد يعتمدون طريقة عمل شبيهة بالعلاقات الاسرية اذ تجري الامور بشكل من الود سواء في علاقاتنا مع بعضنا كموظفين او اثناء علاقاتنا بالمواطنين. اما السيد انيس شعيبي موظف بالمندوبية الجهوية للشباب والرياضة تحدث عن ظروف العمل الصعبة حيث بين ان الموظفين يقومون بأدوار مزدوجة لتغطية النقص في الاطار الوظيفي زد على ذلك عدم وظيفية المقر اضافة الى النقص الحاصل على مستوى الاطارات والاعوان في انتظار ان تتكرم سلطة الاشراف بسد الشغورات الحاصلة وهذا يحسب للمشرف الاول على الادارة الذي ارسى لدينا ثقافة حب العمل خدمة للقطاع والمساهمة كل من موقعه في النهوض بهذه الجهة في المجالين الشبابي والرياضي.
فبالرغم من غياب رؤساء المصالح ورؤساء الاقسام والاطار الفني المختص ورئيس مكتب تطوير الانشطة الشبابية ورئيس مصلحة تطوير الرياضة والتربية البدنية ورئيس مكتب البناية والتجهيز والاعوان المختصين في الاعلامية بالإضافة الى عدم توفر التجهيزات ووسائل النقل اكد السيد خالد عمري المندوب الجهوي للشباب والرياضة بسيدي بوزيد ان الادارة تجاوزت كل هذه الصعوبات وتجند موظفوها من اجل خدمة المصالح العامة وهو ما يحسب للإدارة التي تعمل جاهدة لتذليل ما امكن من الصعوبات المتراكمة التي تواجه القطاع في الجهة.