قلّل محمد بنّور الناطق الرسمي باسم حزب التكتل من أجل العمل والحريات من شأن ما كان قد صرّح به عبد الباسط السماري الناطق الرسمي باسم تنسيقية التيار الاصلاحي داخل الحزب في ندوة صحفية عقدها أول أمس الخميس قائلا «هذا العمل معزول ولن تكون له تداعيات على الحزب». كما اتهم بنّور السماري بأنّه منتسب جديد ولا علاقة له بمناضلي الحزب حتى يدافع عنهم. وسخر ممّا صرّح به السمّاري حول «الولاء للقيادة» قائلا «هل يمكن لحزب أن يقوم على التمرّد على القيادة فأنا شخصيا حين دخلت حركة الديمقراطيين الاشتراكيين كنت مقتنعا بأحمد بن صالح وبالقيادة».
وأوضح أنّ تولي المنصب القيادي يخضع للتدرّج وبأنّ بن جعفر تدرّج حاملا المشعل من أحمد المستيري. واضاف «كل حزب يجتاز مراحل تبنى على الثقة والانضباط الحزبي والتدرّج في المسؤوليات».
وذكر أن الحديث عن العقلية الانتهازية في التعامل مع مناضلي الحزب من عاشوا سنوات الجمر داخل التكتل كلام مردود عليه «عبد الباسط السماري جاء بعد 14 جانفي بمدة كبيرة وجاء لفرض نفسه على الحزب وهو لا يعرف مناضلي الحزب كي يدافع عنهم وطريقة فرض النفس هذه لحيازة مواقع في الامام لا تنجح سواء داخل جمعية خيريّة او جمعيّة رياضيّة فما بالك بحزب سياسي هذا أمر لم يحدث في تونس ولم تكن أحزابنا يوما هكذا.
أمّا بالنسبة لاتهام القيادة بالانقلاب على مبادئ الحزب قال محمد بنّور «يستحيل الانقلاب على مبادئ التكتل نحن حزب وسطي معتدل يقوم على أفكار تقدّمية ويحترم الهوية العربية الاسلامية للشعب ونريده ان يكون الاطار الذي يجمع كل شخص يحب الخير لتونس».
وردّا على تصريحات السماري حول خسارة التكتل لثلثي منخرطيه قال بنّور «ثمّة ناس واكبت الثورة وحين رأت الثورة تأتي ب«الترويكا» وأعطت نسبة كبيرة للنهضة خافوا ويريدون الهروب الى الوراء هم خافوا من الاحزاب الاسلامية وهذا حقهم لكننا نحن في حزب التكتل نتعامل مع الاحزاب التي لها تواجد حقيقي في المجتمع التونسي ونحن لا نتجاهل تمسّك جانب من الشعب التونسي بأحزاب لها منطلقات دينيّة».
وبيّن أن الحديث عن خسارة ثلثي المنخرطين كلام غير مسؤول «فالسمّاري ليس لديه الارقام الحقيقية حول عدد المنخرطين». كما أكّد بنّور أنّ التكتل لا يعترف بهذا التيّار الاصلاحي لأنّ «هذه المجموعة قالت الكثير من الاكاذيب وهم تجنّوا على رفاقهم وعلى القيادة وتمّ نعتها بنعوت شتّى».
وفيما يتعلّق بطرح هذا الاشكال على المجلس الوطني الذي سينعقد اليوم وغدا في سوسة قال بنّور «سيتم تناولها دون توتّر فهذا حزب وليس فوضى وهناك قانون داخلي سيتم الاحتكام اليه».
وردّا على سؤالنا حول امكانية طرد المجموعة من الحزب؟ قال المكتب السياسي هو الذي سينظر في الامر إذا رأى هناك انحرافا او خرقا للقانون الداخلي انا الآن ليس لديّ اي فكرة او كيف ستتم قراءة تحرّك هذه المجموعة.
وأوضح محمد بنّور أنّه على عكس ما كان قد صرّح به السمّاري فإنه قد شارك في مؤتمر 2009 وألقى كلمة ورفض الترشّح بسبب التزاماته المهنيّة مؤكدا ان مهمة الناطق الرسمي باسم الحزب لا تتطلب نظاما داخليا. وحول اقالته من قبل مصطفى بن جعفر في 17 جانفي 2012 قال بنّور بن جعفر قال حينها إنّ الناطق الرسمي باسم الحزب هو أمينه العام وهذا أمر طبيعي. أبرز الاتهامات الموجّهة لقيادة التكتل من قبل التيّار الاصلاحي التعامل بعقلية انتهازية مع مناضلي سنوات الجمر واقصاؤهم من قائمات الحزب في انتخابات المجلس التأسيسي. اعتماد مبدإ الولاء للقيادة والمال الفاسد عند اختيار مرشحي الحزب في القائمات الانتخابية مع اقصاء المناضلين والمناضلات. حماية الفاسدين الذين يوجدون في المكتب السياسي. عدم نقد المحطات السياسية الكبرى التي خاضها الحزب ومثال ذلك الانتخابات الاخيرة. تهميش شباب الحزب وخاصة شباب المناطق المهمشة الذين اضطر البعض منهم الى اللجوء للهجرة السرية. الحزب خسر حوالي 20 ألفا من منخرطيه هؤلاء يمثلون حوالي ثلثي عدد المنخرطين. تبعيّة الحزب لحركة النهضة.