بعد أكثر من شهر من تنصيبه التقت «الشروق» والي سوسة الجديد السيد مخلص الجمل في حوار شامل حول مختلف هواجس وانتظارات المواطن بالجهة. وأكّد الوالي أن مسألة النقل ورخص «التاكسيات» تعد من أهم الأولويات. كيف وجدت ولاية سوسة؟
من الناحية الإدارية تفتقد إلى الكثير من التنظيم لذلك نسعى إلى تجديد تنظيمها الإداري من الداخل والخارج ومن حيث آفاق العمل فولاية سوسة مفتوحة جدا تشجع على بذل المجهود.
لا أنكر اجتهاد الوالي السابق ولكن الفترة التي تلت الثورة لا تسمح بدراسة الملفات الاستراتيجية بحكم الملفات الاستعجالية ونحن بصدد دراسة مختلف الملفات على رأسها التنمية والتشغيل.
بعد قضاء بضعة أسابيع في مهمتكم ما هي أوكد الملفات المطروحة؟
اعتماد الأولويات يجعلنا نضطر للعمل وفق محور واحد وهذا لا يمكننا من التقدم لذلك نحن نعتمد نسق فريق العمل أي نحرص على تفعيل استراتيجية المحور عن طريق فريق العمل ثم أقوم بالمتابعة وهكذا الأمر بالنسبة لبقية المحاور وأنا أركز شخصيا أكثر ما يمكن على المشاريع التي لا تتطلب الكثير من الوقت والتي تعطي نتيجة مباشرة وتحقق الإضافة المرجوة للمواطن والذي يعتبر أنه لم يتغير شيء في ولاية سوسة.
تخصصون مواعيد أسبوعية للاستماع إلى المواطن... أين تنحصر أهم شواغله؟
هناك مسألة رخص سيارات الأجرة والتاكسيات وهو ملف ساخن جدا ومليء بالتجاوزات في السابق ونحن بصدد تنظيم هذا بطريقة سوية عن طريق لجنة خاصة تتابع مختلف الملفات بكل دقة بالتنسيق مع وزارة النقل والنقابات ،سيقع الاهتمام بملفات أصحاب الأقدمية مع سحب الرخص من الذين لا يستحقونها فالوضعية تتطلب بعض الوقت لأنها معقدة جدا، أيضا متابعة ملفات التنمية من خلال شكاوى العديد من متساكني الأرياف حول المشاريع التي تأخر إنجازها في مناطقهم وقد قمنا بتفعيل المجلس الجهوي للولاية والذي كان مجمدا لمدة عامين ويجتمع فيه أيضا أعضاء المجلس التأسيسي كل أسبوع بمقر الولاية مع أربع مندوبين جهويين للفلاحة والتجهيز والتنمية ولأملاك الدولة والشؤون العقارية ونحاول تفعيل المشاريع المعطلة بنسبة كبيرة إلى آخر السنة.
هل من بديل تنموي لمختلف المناطق المهمشة في الجهة؟
هذا الملف يعتبر أيضا من الأولويات ومن أهم محاور برنامج العمل الذي قدمته للسيد رئيس الحكومة قبل مباشرتي لهذه الخطة التوازن بين الريف والمدينة حتى تتوفر للأرياف الحدّ الأدنى الضروري من متطلبات العيش الكريم من نقل وبنية تحتية وغيرها وبما أننا أمام مدة ونظرا لضيق الوقت لم يقع التركيز على الميزانية لأن ذلك يتطلب إجراءات ووقتا طويلا لذلك حاولت توظيف الجمعيات الخيرية المتواجدة بكثرة في الجهة واعتمدنا أيضا على مساعدة الكثير من رجال الأعمال مما مكننا من تنفيذ عدة برامج تندرج ضمن تقليص الهوة بين الريف والمدينة.
سوسة تشكو انتهاكات في المدينة العتيقة وانتشارا للأوساخ والانتصاب الفوضوي... فمتى سيقع التعامل بصرامة مع هذه المظاهر؟
بالتشاور مع مختلف الأطراف ومنهم رئيس الحكومة من خلال زياراته العديدة لمدينة سوسة خيرت ان تكون التدخلات للقضاء على مختلف هذه المظاهر بعد فترة العودة المدرسية وستكون بأكثر صرامة وحزم.
وفي ما يخص تهيئة المدينة العتيقة هناك مشروع دولي سيقع تفعيله في القريب بمنحة دولية تقدر قيمتها 400 ألف دينار إضافة إلى مساهمات من جمعيات أخرى بالجهة.
الوضع الأمني عموما في سوسة يبدو أفضل بكثير مما هو عليه في ولايات أخرى... وحسب التقارير التي تتلقاها الولاية ومن خلال الاجتماعات الدورية بالإطارات الأمنية يمكن الجزم أن معدل الجريمة في انخفاض في مختلف معتمديات الولاية كما لم نتلق أي تشكيات من الأداء الأمني وتلبية طلبات التعزيزات الامنية لولايات مجاورة رغم النقص الواضح في عدد الأعوان.
هل وقعت إحالة ملفات التجاوزات التي ارتكبها الولاة السابقون في ولاية سوسة إلى القضاء؟
أعتقد أنه وقعت معالجة ذلك إبان الثورة في إطار لجنة تقصي الحقائق ومختلف التجاوزات تتكفل بها اللجنة المركزية من خلال العديد من الملفات التي أثارها مواطنون أو إدارات متضررة وفي كل الحالات لا بد من الوقت ولكن هناك أبحاث جارية والعديد من المسؤولين السابقين بصدد تلقي استدعاءات للبحث والمساءلة وكل الوثائق اللازمة هي في حوزة لجنة تقصي الحقائق.
هناك مشاريع رئاسية وقع التخطيط لها قبل الثورة وكان من المنتظر إنجازها في سوسة مثل مركز الفنون الدرامية ومسرح الهواء الطلق وغيرها فهل تم إيقافها أم سيتمّ تحيينها؟
بالنسبة لمسرح الهواء الطلق وخلال زيارة وزير الثقافة لسوسة وقع إقرار بنائه بمنطقة سهلول واقترحنا المزيد من الدعم المالي لهذا المشروع ونتمنى أن تستجيب الوزارة لذلك وبالنسبة لمركز الفنون الدرامية فإنه تعطل بسبب إشكال قانوني فيما يخص الأرض التي سيقام عليها المشروع ولا زالت الأمور في إطار التباحث.
وماذا عن إشكاليات الأراضي الدولية المنتشرة في العديد من المعتمديات بولاية سوسة؟
اجتمعنا مؤخرا في ما يخص الأراضي التي هي محل نزاع بين مواطنين من مساكن وسيدي الهاني بحضور جميع الإدارات المعنية بالأمر ولكن الإشكالية معقدة جدا وحلها يتجاوزنا فأحلنا الموضوع إلى وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية.
عند اختيارك واليا للجهة تحدثت بعض الصحف عن أنك من المقربين لرئيس الحكومة ووقع اقتراحك من طرف احد رجال الأعمال بالجهة؟
ليست لي اي صلة قرابة برئيس الحكومة ولم ألتقه إلا خلال الحملة الانتخابية بصفتي مكونا في مهارات القيادة، وفي تلك المدة تكونت علاقة شخصية بيني وبينه، وبعد أشهر التقينا من جديد فعرض علي بعض المسؤوليات من بينها ولاية سوسة فقبلت، ومن الشروط التي حرصت عليها أن لا أنخرط في حزب النهضة لا حاضرا ولا مستقبلا.
وأنا شخصيا كونت ثلاثة قياديين من النهضة بصفة مباشرة من بينهم سي حمادي الجبالي من أجل تحسين طريقة التخاطب وحركة اليدين والابتسامة وغيرها من التفاصيل.
هل تعتقد أن الجبالي استفاد من «دروسك» وهل يمكننا القول انك صانع ابتسامته؟
عادة مثل هذه النوعية في التكوين تعطي نتائج طيبة وقد لمسناها لدى مختلف الشخصيات التي تكونت عندنا سواء في مستوى الحركات أو التخاطب وأيضا الابتسامة التي تبقى من أوكد الاشياء التي نوصي بها المتكونين... لا أدعي أنني صانع ابتسامته ولكن «شوية مني وشوية من عند غيري».