على هامش الندوة الصحفية التي أقامها والي القصرين، بشير البدوي، مساء السبت بمقر الولاية، التقته «الشروق» للحديث عن مشاغل المواطن خاصة في ما يخص الامن والتنمية بالجهة. وقد كان الوالي تلقائيا في كل حديثه، وأكّد على أنه أصيل أرياف المهدية ويقطن ببنزرت في اشارة منه بأنه يعرف معاناة الأماكن الريفية، وقد أعاد في الكثير من الأحيان جملا انتقائية مثل «لابد ان نتعامل من دون قفاز» و«أتمنى من مواطني القصرين ان يجعلوني منهم لا أن يضعوني في مواجهتهم». وقد طرحنا عليه العديد من الأسئلة التي تخص الوضع العام. لقد شاب مقر الولاية الفوضى وسقطت هيبتها وتعطلت أعمالها، فهل وقع تطهيرها خاصة وان بعض المجرمين أصبحوا من روادها؟ منذ اليوم الاول انتبهت من أن مقر الولاية لا يستطيع العمل لأن عشرات المواطنين يقطنون داخله، ويقتحمون مقر الاداريين ويعطلون العمل، وبعد دراسة الوضع قررت التدخل بحزم لتصويب الوضع، وابتداء من يوم الاثنين القادم سيتغير الوضع، لفسح المجال للولاية بالعمل الجدي دون تعطيل. وعلى المعتمدين اتخاذ زمام الامور واستقبال مواطني مناطقهم. كثير من الاشاعات تروج حول عمال الحضائر، وخاصة في أن هناك مجموعات مستفيدة بالتلاعب في أموال الحضائر، فهل تدخلتم لاستقصاء الأمر؟ منذ وصولي، اكتشفت بأن هناك 12400 عامل بالحضائر، وقد بعث هذا العدد في نفسي الريبة، وقررت دراسة أسماء العمال تحت اشرافي، كما التجأت الى وضع الاسماء تحت مراقبة الاعلامية، والى حد الآن ألغيت 640 اسما، وانتظروني قليلا وسأظهر هذه القوائم من الاسماء الوهمية. وأتمنى من كل من لديه معلومات حقيقية وواقعية حول عمال الحضائر ان يمدني بها لاتخاذ الاجراءات اللازمة، فقط نريد صدقية المعلومات المقدمة. الوضع الامني يحتاج الى تصحيح، فبالرغم من وجود اعوان الأمن في الطرقات وداخل المدينة، الا أنهم لا يفعلون شيئا، حتى أن وسط المدينة تعمه الفوضى، فهل قمتم بشيء في هذا الخصوص؟ نعم أعلم بأن الوضع هش، وان أعوان الأمن لا يتدخلون، ولكنني وابتداء من الأسبوع القادم قررت دعوة المجلس الجهوي للأمن للاجتماع أسبوعيا لدراسة الوضع وتفعيل دور رجل الامن، وسيتغير الوضع في القريب العاجل... فقط نريد بعض الوقت. التنمية معطّلة بالجهة، فهل هناك مشاريع تنموية قد أحدثت أو هي قادمة؟ الحقيقة بأن الوضع التنموي في الولاية يبعث على الأسى، والى حد الان لم يتحقق اي شيء. ولكن القادم سيكون أفضل، وقد حضرت جلسة العمل الوزارية حول دفع التنمية بالجهة المنعقدة الاربعاء الماضي، والتي تم فيها ترفيع الاعتمادات المخصصة للجهة من 76.8 مليون دينار الى 139.5 مليون دينار وهو مبلغ هام سيقود نقلة نوعية بالجهة اذا تعاون الجميع في العمل الجدي. وأما البرنامج التفصيلي للمشاريع المبرمجة لهذه المبالغ فانني لم اطلع عليه بعد. وأما في خصوص المشاريع التنموية الخاصة، فانني لاقيت مشكلين اساسيين، وهو ضعف البنى التحتية وأهمها شبكة الطرقات الرديئة جدا،وقد رفض بعض المستثمرين القيام بمشاريعهم قبل تهيئة الطرقات اولا. فمنطقة العيون مثلا تعيش وضعا مأساويا ولا يمكن حاليا ادراج اي مشروع فيها نظرا لأنها تفتقر لأبسط الشروط الطبيعية لعيش الانسان فما بالك بانجاز مشاريع تنموية. والمشكل الثاني، هو اصرار بعض المستثمرين على تحقيق امتيازات خيالية مثلا الحصول على مساحة ارض تبلغ 10 هكتارات لمشروع لا يستحق كل هذه المساحة. حاليا لم تنتصب أية مشاريع خاصة، ولكن هناك أيضا الكثير من الوعود وستتحقق. ويبقى في نظري بأن التركيز على استغلال الطبقة المائية بالجهة لتنمية القطاع الفلاحي الذي يعتبر العمود الفقري للاقتصاد بالجهة والذي بامكانه تحقيق تطور الجهة.