اتهم «ايف بونيه»، المدير السابق لوكالة الاستخبارات الفرنسية «دي . أس. تي» كلا من المملكة العربية السعودية ودولة قطر بتمويل الاسلاميين الراديكاليين في فرنسا، حيث تجري ملاحقتهم والقبض عليهم في اطار عملية «مكافحة ارهاب» بدأت مند أيام. وقال بونيه في مقابلة مع مجلة «لا ديباش دو ميدي» الفرنسية نشرت أمس ان مكافحة الاسلام السياسي تتطلب اغلاق مصادر التمويل، وان «هذه المجموعات متعلقة بشبكات الاتجار بالمخدرات.. ولكن هناك مشكلة أخرى تتمثل في التمويل من قبل البلدان السلفية.. ولا يتجرؤون على الحديث عن السعودية وقطر.. لكن كان من الأفضل لهؤلاء أن يتوقفوا عن تمويل بعض الحملات المشبوهة». اتهامات غير رسمية
وأوضح أن لقطر امكانيات كثيرة في فرنسا، مضيفا «ذات مرة سيتم رفع قضية ضد قطر، لان مشاكل كبيرة تقف وراءها.. ولا تهمني نجاحات باريس سان جيرمان» (نادي كرة القدم الذي اشتراه رجل اعمال قطري).
وكانت الشرطة الفرنسية قتلت رجلا يوم السبت 6 أكتوبر خلال حملة أمنية لمكافحة الارهاب في مدينة سترازبورغ الفرنسية، كما أدى الاشتباك مع الشرطة إلى إصابة ثلاثة من أفرادها بجروح. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن العملية ذات صلة بالتحقيقات في حادث إلقاء عبوة ناسفة على متجر لبيع الأطعمة اليهودية في العاصمة الفرنسية باريس الشهر الماضي.
وتم القبض أيضا، بحسب وسائل اعلام محلية، على اسلاميين معظمهم من حملة الجنسية الفرنسية الذين انتقلوا من أعمال «البلطجة» في الشوارع الفرنسية والاتجار بالمخدرات الى ما يعرف بالاسلام الراديكالي والكثير منهم كانوا يتجهزون للتدريب على الجهاد في بلدان غير مستقرة من بينها سوريا. وأعلن وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس أمس أن عمليات توقيف أخرى ستتم «على الأرجح»، وذلك بعد تفكيك خلية اسلامية متطرفة يشتبه في وقوفها وراء هجوم معاد للسامية في 19 سبتمبر.
و بعد أن أشار الى المجموعة التي نفذت في 19 سبتمبر الهجوم ضد المحل الذي يملكه يهودي في سارسيل بالقرب من باريس قال فال س «ان في فرنسا العشرات بل المئات من الأشخاص القادرين على تنظيم أنفسهم مثل المجموعة التي تم تفكيكها».
وأشاد فالس ب«العمل الاستثنائي» للشرطة إزاء «مجموعة وخلية وشبكة خطيرة كان لا بد من القضاء عليها» معتبرا أنه «كان هناك على الأرجح أهداف أخرى»، وان «التحقيق سيحاول اثبات ذلك»، ودعا في الوقت نفسه الى الحذر حول نتائج التحقيق.
كما تساءل من جهة أخرى ان لم يكن أعضاء اخرون يريدون «المشاركة في الجهاد في بلد اخر». وأضاف «هناك ارضية خصبة هي الفقر وغياب المراجع مما يمكن أن يؤدي الى الجنح والتهريب لكن يمكن أن يؤدي أيضا الى الالتزام مثل الالتزام بالاسلام المتطرف. ونلاحظ ذلك في العديد من الاحياء. تعاون رسمي
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أعرب الأحد عن ترحيبه بكل المستثمرين في اشارة الى المستثمرين القطريين في فرنسا مشيرا الى ان هؤلاء «لا يؤثرون على السياسة الخارجية» الفرنسية.
وقال فابيوس في برنامج سياسي لاذاعة «فرانس انتر» و«وكالة فرانس برس» وصحيفة «لوموند» «أهلا بكل المستثمرين وليكن واضحا أن هذا الأمر يؤمن وظائف ودعم».
وأضاف «قيل الكثير عن قطر، صحيح أن عملها هو غالبا كبير. ولكن فليكن مفهوما أن هذه الاستثمارات تؤثر ايجابا على الميزان الفرنسي في مجال التوظيف ولا أرى سببا كي نكون مترددين».
وأوضح «هذا لا يعني أبدا انه من الممكن أن يكون لهذا الأمر أي تأثير على سياستنا الخارجية». وقال أيضا «لدينا اتصالات جيدة جدا مع السلطات القطرية ونحن نلتقيهم باستمرار ونحن واضحون تماما. اختارت قطر شراكة قوية مع فرنسا و فرنسا سعيدة بهذا الأمر». وردا على سؤال حول أسباب الاستثمارات القطرية في فرنسا، اعتبر فابيوس أن هذا البلد «يعلم ان فرنسا بلد له تأثير وهو احدى القوى الخمس العظمى في العالم وبالوقت نفسه لسنا منحازين».
وأضاف «لدينا خيارات واضحة ومبادىء ولكن نحن لا نخضع لاي معسكر. في السياسة الخارجية، صوت فرنسا مسموع وأعتقد أن بلدا مثل قطر وغيرها يعولون على هذا الأمر».