باريس (وات) - دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يوم السبت المعارضة السورية إلى "تنظيم صفوفها" من اجل ان "تشكل بسرعة حكومة مؤقتة تكون ممثلة لتنوع المجتمع السوري". وقال فابيوس في بيان انه "ايا تكن مناوراته فان نظام بشار الأسد قد حكم عليه من قبل شعبه نفسه الذي يبرهن عن شجاعة كبيرة. ان الوقت حان للتحضير للمرحلة الانتقالية ولما بعدها". وأضاف الوزير الفرنسي انه أجرى "عددا من الاتصالات ولا سيما مع الأمين العام للجامعة العربية (نبيل العربي) ورئيس وزراء قطر (الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني) ". وتابع "نحن جميعا متفقون على ان الوقت حان لان تنظم المعارضة صفوفها من اجل تسلم السلطة في البلاد". وقال فابيوس ايضا في بيانه "نحن نأمل ان تشكل سريعا حكومة مؤقتة تكون ممثلة لتنوع المجتمع السوري. ان فرنسا تدعم بالكامل الجهود التي تبذلها الجامعة العربية في هذا الاتجاه". كذلك فان فرنسا مستعدة بحسب بيان فابيوس "لأي مبادرة بما فيها استضافة باريس لاجتماع وزاري بهدف تعزيز جهود الدول العربية في بناء سوريا الغد". وأضاف الوزير الفرنسي "سنسعى من جهة أخرى إلى أن نقدم مع الاتحاد الأوروبي المساعدة والدعم اللازمين إلى اللاجئين الاخذة إعدادهم في التزايد في الدول المجاورة" لسوريا وهي مسالة سيبحثها مع نظرائه الأوروبيين في اجتماعهم المقرر في بروكسل يوم الاثنين. ويأتي بيان فابيوس بعدما احتدمت المعارك في دمشق حيث سيطر المسلحون المعارضون لبشار الأسد على عدد من إحياء العاصمة في تطور بارز رد عليه الجيش السوري بهجوم مضاد واسع النطاق استخدم فيه الدبابات والمدفعية وباقي الأسلحة الثقيلة لاقتحام هذه الاحياء. كما يأتي البيان بعد انتقال شرارة المعارك بين القوات النظامية والمسلحين المعارضين إلى أحياء في مدينة حلب ثاني كبرى مدن البلاد والتي كانت ما تزال في منأى نسبيا عن الاحتجاجات العنيفة. كذلك فان الدعوة الفرنسية صدرت بعد أربعة أيام من عملية نوعية استهدفت بواسطة تفجير من الداخل أركان النظام الأمني في البلاد وحصدت أربعة من كبار المسؤولين الأمنيين في نظام بشار الأسد. وهي تأتي كذلك بعد يومين من استخدام روسيا والصين للمرة الثالثة في غضون تسعة أشهر حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار غربي يهدد نظام الأسد بعقوبات في حال لم يسحب أسلحته الثقيلة من المدن. ولكن هذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها الغربيون أو العرب المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها التي ما تزال مشرذمة بين حركات ومجموعات متنوعة تجد صعوبة في التوافق في ما بينها حتى وان تمكنت من احراز بعض التقدم في هذا المجال. وكانت باريس استضافت في 6 جويلية الاجتماع الثالث لمجموعة "أصدقاء الشعب السوري" والذي شاركت فيه حوالي مائة دولة غربية وعربية ومنظمات.