تستور المدينة التي ولدت من رحم الأندلس بتاريخها ومعمارها وحضارتها... مدينة شاهدة على عهد المورسكيين حين كتبوا تراثهم وعاداتهم وتقاليدهم ابداعا فنيا وصناعات على ربوة يحتضنها وادي مجردة المتدفق دائماوتستور هي أيضا مهرجان المالوف المهدد بالذوبان. من رحم تستور ذات الجذور الأندلسية الضاربة في أعماق التاريخ ولد منذ أكثر من 40 سنة وهو مهرجان مختص في الموسيقى التقليدية والمالوف.. مهرجان أعطى نكهة خاصة للموسيقى التونسية الأصيلة.. وقد أصبح موعدا سنويا مع كل ما له علاقة بالابداع الموسيقي حيث يكون اللقاء مع آلات العزف التقليدية والموشحات والمالوف الذي يكتب التاريخ ويؤسس لذائقة موسيقية متفردة.
نجح مهرجان تستور للمالوف والموسيقى التقليدية على مدى 4 عقود في كسب الرهان كمهرجان له طابع خصوصي متفرد ضمن خارطة المهرجانات الصيفية التي تعج بها البلاد.
إلا ان الوهن سرى في شرايين هذا المهرجان العريق... حيث خفت البريق وقلّ الاهتمام ليصبح مهددا بالاندثار.
خارطة طريق للمهرجان
خفوت بريق المهرجان لم يمر في الخفاء... حيث كان لابدّ من التحرّك لتجاوز هذا الأمر... وهو ما تم فعلا في اجتماع هام احتضنته المندوبية الجهوية للثقافة بولاية باجة بحضور السيد فتحي العجمي مدير إدارة الموسيقى بوزارة الثقافة والأستاذ منير الفلاح المندوب الجهوي وممثلين عن الهيئة المديرة لهذا المهرجان وذلك لرسم خارطة طريق جديدة حتى يستعيد هذا المهرجان ألقه ويستعيد مكانته كرافد أساسي للإبداع الموسيقي التونسي الأصيل. وقد عبّر فتحي العجمي عن سعي الوزارة من خلال إدارة الموسيقى الى توفير كل الدعم والتجهيزات الضرورية للتظاهرات الموسيقية الهامة والمعاهد الموسيقية والجمعيات والفرق بولاية باجة من ذلك مهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى التقليدية واقتراح إعداد اتفاقية بين الوزارة ممثلة في إدارة الموسيقى وهيئة مهرجان تستور الدولي تتبلور من خلالها الخطوط العريضة لمحتوى البرمجة الخاصة بالدورة 47 لموسم 2013 لهذا المهرجان من حيث الدعم والتنظيم والعروض المبرمجة وخاصة منها التي تتنزل في إطار التبادل الثقافي الدولي والمسابقات وورشات التكوين على هامش المهرجان.
كما تم في ذات الاجتماع اقتراح بعث معهد وطني للتراث الموسيقي بتستور يهتم بجانب التكوين والتدريس والتعريف بفن المالوف.