أثار التسجيل الذي بث امس الاول عن اجتماع لرئيس حركة النهضة بعدد من السلفيين موجة من الردود لكن «الشروق» بحثت في الأمر ووجدت ان نشره يعود الى النصف الأول من شهر أفريل 2012 حين كانت هناك نقاشات كبيرة حول إدراج الشريعة في الدستور من عدمه وفيه يحاول رئيس الحركة اقناعهم بأن ما يطلبونه يتطلب تغيير موازين القوى لتتوفر القدرة الكاملة لتحقيقه. وقد تأكّد ل«الشروق» أنّ من سرّب الفيديو قد قام بعملية اقتطاع وإخراج جديد للفيديو أظهره على الصورة وبالمضامين الّتي تمّ تداولها. يقول الغنوشي في الجزء المحذوف من التسجيل وهو موجود على موقع اليوتوب تحت عنوان (الغنوشي: الشريعة لن تطبق كاملة إلا في إطار «دولة الأمة») في الصفحة:
أقول «يا اخواننا انظروا بعمق ولا تتمسكوا بالشكليات بالمدرسة الظواهرية هي مدرسة الخوارج اهلكت الأمة بسبب تمسكها بالظواهر، ينبغي ان نتمسك بمقاصد الشريعة وأن لا نكلف انفسنا وواقعنا ما لا يطيق لا تتخيلوا ان تونس دولة مستقلة فثمانون بالمائة من مبادلاتها مع من؟ مع أوروبا أي مصالحنا كلها مربوطة عندهم لذلك من الوهم ان نتصور اننا دولة مستقلة ، متى تصبح دولة مستقلة؟ عندما يكون عندنا اقتصاد قوي وجيش قوي وعنده تسليح مستقل وهذا لن يكون في تونس فهذه دولة الأمة عندما تكون عندك دولة الأمة دولة مغاربية دولة عربية دولة اسلامية عندها تقول انا مستقل حقيقة لأنه عندك اقتصاد مستقل وعندك تسليح فانت من يصنع السلاح أما نحن فاستقلالنا نسبي لذلك كل ما نريده هو ان لا يتم سجن من يصلي أو ان تسجن امرأة متحجبة أو يسجن مواطن لأنه فتح جمعية اسلامية أو مدرسة».
وتابع «نحن نريد يا حبيبي ان يظل الطريق الى الاسلام مفتوحا الى ان نطور طريقنا الاسلامي لكن ليست هاته دولة الاسلام هذا لا يتحقق الا في دولة الامة وتونس جزء صغير يجب ان نفقه الشباب بفقه الواقع وما يجب ان يكون».
وهنا يسأل مخاطبه «لكن بعد القرار الأخير الذي اتخذته النهضة هناك خوف من تشتت اصوات المسلمين» المقصود بالقرار هو عدم ادراج الشريعة في الدستور والحفاظ على الفصل الأول كما هو.
ويرد الغنوشي «عندما يكون تشخيصك للواقع سليما لا تخشى شيئا وعندما تسلك الطريق الصحيح وان كان صعبا حتى الزمن سيعمل لصالحك وكل يوم ستقترب من الهدف خطوة مهما كان طول الطريق لكن اذا سلكت الطريق الخاطئ مهما اسرعت فانك تبتعد عن الهدف، ما اردت قوله هو ان تحرص على الشعبية لكن يجب أيضا ان تتأكد انك في الطريق الصحيح لأنك اذا اتجهت بالناس في طريق خاطئ مهما كانوا مجتمعين حولك كلهم سيتفرقون في الطريق لأن سنن الله غلابة اذا سلكت طريقا خاطئا سيبعدون عنك واذا سلكت طريقا صحيحا حتى وان كنتم قلة اليوم سيتكاثر العدد المهم ان الكسب الذي حققناه يبقى الطريق الى تحقيقه مفتوحا».
وأضاف «يبقى الطريق الى تقديم المدارس الإسلامية وعودة الأوقاف والبنوك الإسلامية والجمعيات الخيرية والتلفزات الإسلامية هذه الأشياء الآن ممكنة المهم ان تظل تونس بلد فيه حرية ،الحرية تعمل لصالحنا لا تخوفوا من الحرية، الحرية هي التي ستعطيكم الأدوات لتثبتوا ما حققتم من كسب وتعظمونه وتزيدون عليه».
وهنا يسأله مخاطبه ألا تخافون ان تتشتت الاصوات بتكاثر الحركات الاسلامية وتوحد العلمانيين؟
فيجيب «هناك قاعدة دائمة وهي ان تتثبت انك تمشي على أرض صلبة تثبت من انك تمشي بالناس على أرض صلبة ولا تغامر بالناس نحن في 1989 غامرنا بالناس في 1989 كنا حركة شباب ولم نحسب الظروف جيدا لذلك غامرنا بقوة قرأنا فقط إننا في تلك السنة تحصلنا على اغلبية تفوق سبعين بالمائة وأخذت منا لأن الواقع المحلي والواقع الدولي لم يكن مهيئا ولا يتحمل ذلك والسنن غلابة ، انت اذا سبحت ضد التيار مهما فعلت ستتعب في النهاية نحن تابعنا ما حصل في الجزائر وكذلك ما حصل في افغانستان طالبان كانت تحكم لماذا أسقطت لأنها لم تدرك الواقع ولم تدرك انها بلا إمكانيات وانها بلاد متعددة فيها الشيعة والسنة وفيها القبائل وأرادت ان تحكم حكما غليظا».
الباجي قائد السبسي : «الشيء من مأتاه لا يستغرب» اعتبر زعيم حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي ان مرجعيات زعيم حركة النهضة الفكرية هي التي تعكس تصريحاته في شريط الفيديو المسرّب على شبكة الأنترنات وقال في معرض تعليقه على التصريحات المذكورة «الشيء من مأتاه لا يستغرب» وأضاف الباجي قائد السبسي خلال ظهوره التلفزي ليلة أمس على قناة حنبعل إلى أن السلفية هي امتداد لحركة النهضة مشيرا إلى أن تسريب مثل هذه التصريحات يعود لمصلحة الأطراف التي اعتبرها السبسي تقف ضد التوافق وتبحث عن الاقصاء.
محمد بنور : كلام غريب وخطير قال محمد بنّور الناطق الرسمي باسم حزب التكتل من أجل العمل والحريات في تصريح ل«موزاييك» ان ما ورد في الفيديو المسرب للشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة كلام غريب وخطير، وأضاف بالنّور ان ما قاله الغنوشي صدمه وهو كلام بعيد كل البعد عن مواقف التكتل المدافع عن الحرية ومدنية الدولة.