عقد يوم 7 أكتوبر الجاري أعضاء النيابة الخصوصية لبلدية وذرف وممثلون عن مختلف مكونات المجتمع المدني ولجنة حماية الثورة بوذرف جلسة عمل للنظر في تحديد موقفهم من عزم الحكومة على تركيز مشروع مصب الفسفوجيبس بمنطقة المخشرمة. وخلال أشغال هذه الجلسة تدارس الحاضرون مواقف الحكومة من هذا المشروع وقد عبر كل المتدخلين عن عدم رضاهم عن هذه المواقف المصرحة بها من خلال تأكيد كل من وزير الصناعة والتجارة ووزيرة البيئة على دعمهما لتركيز المشروع في الموقع المحدد والإسراع بتنفيذه وهو ما دعا أغلب المشاركين في هذه الجلسة إلى المطالبة بتكوين جبهة ممانعة وتوحيد موقف الوذارفة الرافض بالإضافة إلى التكثيف من مظاهر الإحتجاج تأكيدا من أهالي وذرف على رفضهم القاطع لتركيز هذا المشروع قرب المدينة.
وتتويجا لفعاليات هذه الجلسة أقر الحاضرون دخول أهالي وذرف في إضراب عام يوم 16 أكتوبر الجاري يكون تمشيا تصعيديا أوليا لتأكيد رفض الأهالي لهذا المشروع الخطير كما أبدوا عزمهم على مواصلة تنفيذ مظاهر الإحتجاج ودفع التصعيد في صورة عدم الاستجابة للعدول عن تركيز المشروع بالمنطقة.ويذكر السيد «جابر شعبان» رئيس جمعية أحباء البيئة بوذرف قائلا إنه رغم ما لقيناه في البداية من تجاوب وتفهم خلال لقائنا الأول بوزيرة البيئة يوم 27 سبتمبر المنقضي حول الانعكاسات السلبية للمشروع فقد فاجأتنا في لقاء ثان معها يوم 5 أكتوبر الجاري بموقفها المدعم للمشروع. وحول عزم أهالي وذرف على القيام بإضراب عام يوم 16 أكتوبر الجاري أبرز السيد جابر شعبان أن هذا الإضراب العام جاء نتيجة استنفاد كل الطرق الحضارية من تظاهرات واجتماعات ومراسلات وندوات تحسيسية وعلمية ونرنو من خلاله إلى إنقاذ المتساكنين من أخطار هذا المشروع الكارثي ضمانا لحق الأجيال المتعاقبة في بيئة سليمة. هذا وأصدر المشاركون في خاتمة أشغال هذه الجلسة بيانا نددوا فيه بعدم وضوح موقف الحكومة من هذا المشروع وقد تحصلت الشروق على نسخة منه بإمضاء مجموعة من مكونات المجتمع المدني وهو التالي:
نحن الممضون أسفله أعضاء النيابة الخصوصية لبلدية وذرف وممثلو الجمعيات والمجتمع المدني المجتمعون بمقر البلدية نندد ونستنكر بالتجاهل وعدم المسؤولية في التعامل مع مشروع مصب الفسفوجيبس من طرف الحكومة ممثلة في وزارة الصناعة ووزارة البيئة والسلطة الجهوية الممثلة في السيد والي قابس بالرغم من البراهين العلمية التي لا يطاولها الشك والتي أثبتت مخاطر هذا المشروع على البيئة والصحة وكنا قد تقدمنا بها خلال الملف العلمي الذي أعددته لجنة أكاديمية رفيعة المستوى. وإننا على اثر خلفية الاجتماع بين ثلة من مكونات المجتمع المدني بوذرف والسيدة وزيرة البيئة يوم 5 أكتوبر الجاري وكانت نتائجه سلبية وخطيرة إذ لم يراع فيها العنصر البشري وحقه في الحياة والمتمثل في المجتمع المدني بوذرف نؤكد رفضنا القاطع لمشروع الموت وكما قررنا تنظيم إضراب عام بمدينة وذرف يوم 16 أكتوبر الجاري كبداية للتصعيد ونحن أهالي وذرف مستعدون لكل أشكال الإحتجاج من أجل مواجهة هذا المشروع القاتل.