الأضحية في الاصطلاح الشرعي: ما يذبح من النّعم (الإبل والبقر والغنم) تقربًا إلى الله تعالى في يوم النحر، وبعده أيّام التشريق. (أيّام عيد الأضحى المبارك). وشرع الله الأضحية بقوله تعالى {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (الكوثر2) وقوله تعالى {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ} (الحج 36) وهي سنة مؤكدة، ويكره تركها مع القدرة عليها لحديث أنس رضي الله عنه الذي رواه البخاري ومسلم أن النّبيّ صلى الله عليه وسلّم: ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر. وأجمع المسلمون على مشروعية الأضحية.
والأضحية لا تكون إلا من الإبل والبقر والغنم لقول الله تعالى: {لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} (الحج34) ومن شروطها السلامة من العيوب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: أربعة لا تجزئ في الأضاحي العوراء البيّن عورها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن ضلعها، والعجفاء التي لا تنقي. (رواه الترمذي)
وقت الذبح
بداية وقت الذبح بعد صلاة العيد لقول الرسول صلى الله عليه وسلّم: من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة والخطبتين فقد أتم نسكه وأصاب السنة.(متفق عليه)
ويسن لمن يحسن الذبح أن يذبح أضحيته بيده ويقول: بسم الله والله أكبر، اللّهم هذا عن فلان ويسمِّي نفسه أو من أوصاه فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ذبح كبشاً وقال: بسم الله والله أكبر، اللّهمّ هذا عنّي وعن من لم يُضح من أمّتي . (رواه أبو داود والترمذي) ومن كان لا يحسن الذبح فليشهده ويحضره.
هذا وإن الأضحية أفضل من الصدقة بقيمتها، نص عليه الإمام أحمد رحمه الله تعالى، وبهذا قال ربيعة وأبو الزناد، ويدل على ذلك أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم ضحَّى، والخلفاء بعده، ولو علموا أن الصدقة بقيمتها أفضل لعدلوا إليه. ومما يدل على فضلها حديث :
أ - زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذِهِ الأَضَاحِيُّ؟ قَالَ: سُنَّةُ أَبِيكُمْ إبراهيم فَمَا لَنَا فِيهَا يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ: بِكُلِّ شَعَرَةٍ حسنة ، قَالُوا: فَالصُّوفُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «بِكُلِّ شَعَرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَة». ب - ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ما أنفقت الوَرِق في شيء أفضل من نحر في يوم عيد. ( رواه الدارقطني ) ج - عائشة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله من إراقة دم، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها، وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله عزّ وجلّ بمكان قبل أن يقع على الأرض؛ فطيبوا بها نفسًا. (رواه ابن ماجه والترمذي)
توزيع الأضحية
يسن للمضحي أن يأكل من أضحيته ويهدي الأقارب والجيران ويتصدق منها على الفقراء قال تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} (الحج28) وقال تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَر} (الحج36) وكان بعض السلف يحب أن يجعلها أثلاثاً: فيجعل ثلثاً لنفسه، وثلثاً هدية للأغنياء، وثلثاً صدقة للفقراء. ولا يعطي الجزار من لحمها شيئاً كأجر.