أثار القتال المتصاعد بين قوات من مدينة مصراتة مدعومة من السلطات وأخرى من مدينة بني وليد القريبة منها، تكهنات وخاف من احتمال ان يتطور الخلاف بين المدينتين الى «حرب قبائل» دامية في ليبيا. ولقي ثلاثة أشخاص، على الأقل، حتفهم إثر قصف صاروخي قامت به القوات الليبية ضد مدينة بني وليد التي تسكنها قبيلة اورفلى المختلفة تاريخيا مع قبائل مصراتة تاريخيا. وتتهم قبائل مصراتة قبيلة اورفلى المتمركزة في مدينة بني وليد بالمساهمة في اغتيال رمضان السويحلي أثناء فترة الجهاد ضد الاحتلال الايطالي. وبقيت النزعات الثأرية بين المدينتين متواصلة، وكان الزعيم الليبي معمر القذافي يؤججها بين فترة وأخرى وفقا لمصالحه بين قبائل المدينتين. وذكرت وكالة «التضامن» الليبية الرسمية للأنباء أن مدينة بني وليد تعرضت في وقت متأخر مساء امس الاول لقصف صاروخي أسفر عن مقتل ثلاثة وجرح عدد من السكان. .
وصرح مصدر من المركز الإعلامي في بني وليد للوكالة بأن المدينة تعرضت للقصف بجميع الأسلحة الثقيلة، من صواريخ غراد ومدفعية ودبابات وغيرها مما أسفر عن وفاة طفل «8 أعوام» وخاله «25 عاما» إثر سقوط صاروخ غراد على منزل، بالاضافة إلى شخص آخر دمر القصف منزله.. وأضاف المصدر أن مستشفى بني وليد العام استقبل العديد من الجرحى، بين حالات خطيرة ومتوسطة.
وقد هزت معارك عنيفة امس الاول مدينة بني وليد التي كانت احد آخر معاقل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، في حين تم رفع الحصار جزئيا على المدينة، بحسب ما افاد سكان.. واوضح سالم الواعر الذي يتزعم مجموعة هامة من مقاتلي بني وليد ان «شخصا قتل واصيب آخران بجروح» في معارك عنيفة بين رجاله و«مليشيات» قدمت من مدينة مصراتة. واضاف ان المعارك بدات في الصباح الباكر وانها تركزت في وادي مردوم الذي يقع على بعد عشرة كلم شرقي مدينة بني وليد. في المقابل قال الممرض محمد علي انه جرت عمليات قصف عنيفة لاحياء سكنية خلفت خمسة قتلى بينهم ثلاثة اطفال. وكان التوجس يسود مدينة بني وليد منذ عدة اسابيع اثر مقتل عمران بن شعبان (22 عاما) وهو ثائر سابق من مصراتة كان خطف وعذب في المدينة..
واجج هذا الحادث التوتر بين مدينتي بني وليد ومصراتة «الجارتين اللدودتين». وكان المؤتمر الوطني العام اعلى سلطة في البلاد طلب في 25 سبتمبر الماضي من وزيري الدفاع والداخلية العثور على المسؤولين عن خطف بن شعبان «بالقوة اذا استلزم الامر». واستعاد الجيش مدعوما من مليشيات لثوار سابقين، السيطرة على مدينة بن وليد. وكانت جرت معارك في وادي مردوم في الاول من اكتوبرالجاري خلفت قتيلا. وحذرت منظمة العفو الدولية الاسبوع الماضي من ان الجهود التي تبذل لتوقيف ملاحقين او الافراج عن رهائن في بني وليد آخذة في التحول الى حصار للمدينة.