ادى القصف المتواصل على مدينة بني وليد الليبية والقرى المجاورة لها الى مقتل مسلح منها في قرية المردوم على بعد ثلاثين كيلومترا من المدينة. إثر مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفلة واصابة سبعة آخرين في قصف بالدبابات شنته قوات موالية للحكومة.
وتجددت هذه المواجهات العنيفة اثر وفاة عمران شعبان، أحد الثوار الليبيين من مصراتة الذي شارك في القبض على معمر القذافي يوم 20 أكتوبر 2011 وذلك بعد اختطافه في جويلية الماضي غرب ليبيا من قبل رجال مسلحين قدموا من بني وليد، آخر معاقل العقيد الراحل، وعرضوه للتعذيب الشديد ومن ثم افرجوا عنه بعد تدخل السلطات المركزية لكنه توفي يوم 25 سبتمبر في باريس..
وعلى إثر عودة أعمال العنف في المنطقة صبيحة يوم الخميس الماضي، أمرت السلطات بتطويق بني وليد ب «قوات الدرع» المكونة من المجموعات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع وتم تكليفها بالتعاون مع ميليشيات مصراتة بالضغط على مجموعاتها المسلحة لتجبر مختطفي عمران شعبان على تسليمه لها. بينما ندد سكان بني وليد بذلك مؤكدين أن مدينتهم وضعت تحت الحصار..
واكد مسؤولون محليون من بني وليد تعرض المدينة المحاصرة يوم الاثنين الماضي لقصف عشوائي من قبل مليشيات مدينة مصراتة.
وكانت البلدة الجبلية، واحدة من آخر البلدات التي استسلمت العام الماضي للمعارضين الذين أطاحوا بالقذافي، وصارت في بؤرة الاهتمام بعد وفاة المقاتل المعارض عمران شعبان بعد شهرين من احتجازه في بني وليد.
وكان شعبان، الذي ينتمي إلى بلدة مصراته المجاورة، هو الرجل الذي عثر على القذافي مختبئا في نفق للصرف، وكان المؤتمر العام الليبي ووزارتي الدفاع والداخلية طالبوا ميليشيات بني وليد بتسليمهم خاطفي شعبان.
واكد مدير المركز الاعلامي ببني وليد مسعود الواعر في مكالمة هاتفية مع قناة «روسيا اليوم» من المدينة انها «محاصرة من جميع الجهات وقطعت عنها المواد الغذائية والمحروقات». ودعا الواعر السلطات الليبية الى فك الحصار عن المدينة ووقف قصفها..
بدوره قال العقيد سالم الواعر، المتحدث باسم مقاتلي بني وليد، إن القصف يأتي من منطقة المردوم الواقعة على مسافة نحو 25 كيلومتراً على الطريق المؤدي إلى مصراتة.واضاف الواعر ، إن فتاة صغيرة لقيت حتفها في قصف بنيران الدبابات وأصيب سبعة آخرون بجروح نقلوا على إثرها إلى المستشفى مضيفاً أن مقاتليه يردون بإطلاق النار. و اشار مسؤول بمستشفى مصراتة الى أن تسعة مقاتلين من البلدة أصيبوا بجروح في هجمات مضادة من بني وليد.
ويبرز التوترات بين مصراتة وبني وليد التحدي الذي يواجهه حكام ليبيا الجدد في تحقيق المصالحة بين الجماعات التي تحمل ضغائن قديمة واحتواء أولئك الذين آثروا عدم دعم الانتفاضة سواء بدافع الخوف أو بسبب دعمهم للقذافي أو الانتفاع من حكمه. وبينما ظلت مصراتة تحت حصار قوات القذافي لأسابيع أثناء القتال العام الماضي كانت بني وليد التي تقع على مسافة 140 كيلومتراً من مصراتة واحدة من البلدات التي ظلت تؤيد القذافي لأطول فترة.
وبقيت البلدة التي يقطنها نحو 70 ألف شخص معزولة عن باقي ليبيا، ويقول معارضون سابقون إنها لا تزال تضم بؤراً داعمة للنظام القديم.
وأفاد مصدر من قوات درع ليبيا لواء الغربية المتواجدة بالقرب من المحور الجنوبي لمدينة بني وليد الليبية المضطربة بأنهم كونوا لجنة من قوات الدرع لدخول المدينة خلال ساعات بعد الاتفاق مع أهالي المدينة للدخول بشكل آمن.
وأوضح المصدر ل›وكالة أنباء التضامن› أن هذه اللجنة لديها قائمة تتكون من 300 اسم من المطلوبين للعدالة المتواجدين في بني وليد، لافتاً إلى أنهم سيطالبون أهالي المدينة بتسليم هؤلاء الأشخاص لإنهاء الحصار عن المدينة..
ونفى المصدر أن تكون هناك اشتباكات بين قوات درع ليبيا لواء الغربية و أهالي بني وليد، و سقوط ضحايا من قوات الدرع.