اليوم بدار الثقافة ابن خلدون يطرح ناس الديكامرون قضية الكتابة والشر من خلال تقديم سيرة جورج باتاي الأدبية وعرض وثائقي فيه حوار مع جورج باتاي حول الأدب ومنابع فكرة الشر عند باتاي: عرض لصور ووثائق وأرشيفات فوتوغرافية قراءة لبعض نصوص جروج باتاي: دموع ايروس .... وحوار موسع مع الجمهور حول الكتاب الادبية والشر....
ان فكرة الشر في أدب جورج باتاي لا تحيل فقط على سلبية قيمةٍ أخلاقيةٍ تقوم منها الجريمة والشبق مقام الأساس البشري، انما تحيل كذلك إلى أسلوبٍ جمالي و وجودي خاص في علاقة الانسان بالعالم وباللغة. فمن خلال دراسته لديانات التوحيد ومنزلة طقوس الموت الجنائزية فيها، أدرك باتاي أن فكرة الشر شديدة الإرتباط بمدى إختراق اللغة للممنوع والمحظور الجنسي، وأن جماليات الشر - بوصفه قيمةً فنية وقعت بلورتها تاريخياً منذ رسوم لاسكو الحائطية - تكمن في قدرة الفن والكتابة الابداعية على نزع الحجاب الأخلاقي عن تصورنا للوجود. تقودنا كتابة التخوم إذن، كما الكتابة الشبقية والصوفية، إلى مراتب الجنون العليا، تلك التي بلغها أدباءٌ مثل الماركيز دي ساد، يولا، جون جيني، بودلير، والتي تمكن باتاي كذلك من تصعيدها وتوصيفها - على نحو شديد الفظاعة - من خلال اهتمامه المكثف بظواهر الشذوذ البشرية وحيوانيتها، السلوكية منها والدينية. قراءة نصوص باتاي الأدبية - خصوصاً «تاريخ العين»، «السيدة ادواردا»، «التجربة الباطنية» - والفكرية - على غرار «الأدب والشر» و- «الايروسية» - كفيلةٌ بإثبات ما لفكرة الشر و الإختراق من جماليةٍ عليا لا تخلو من صدى سياسي و قوة مقاومة. هكذا راى عدنان جدي.