أنوار الضاوي سعداوي شاعرة وروائية تونسية لها تجربة هامة في تنشيط نادي الأدب بدار الثقافة ابن منظور بقفصة اهتمت في السنوات الأخيرة بدراسة علم النفس للطفل فكتبت القصة الموجهة له (الطفل) باللغتين (العربية والفرنسية) ونشرت ضمن سلسلتها «أتعرف على حيوان» قصتها العلمية الأولى «الكوالا الأم الحنون». التقيناها مؤخرا بفضاء المركّب الشبابي والثقافي بسيدي بوزيد بمناسبة الملتقى الجهوي لأدب الطفل وحدثتنا عن تجربتها الجديدة في كتابة قصص الأطفال بعد أن خاضت تجربة طويلة مع الشعر وكانت تعتبر شاعرة جليساتها وصديقاتها وكانت تحفظ كثيرا للشاعرين نزار قباني وأبي القاسم الشابي والى جانب الشعر كتبت الرواية والقصّة القصيرة إرادة منها أن تغيّر العالم العربي خاصة وتغيّر الطبائع وتزيح الشرّ من العالم وتركّز قيم الحب والتسامح والحرية لكنها اكتشفت أن الشرّ أكبر من تهزمه الكلمة فانطوت على نفسها ولملمت كتاباتها وأشعارها حولها وتملّكها اليأس من تغيير النفس البشرية الى أن رزقها اللّه بابنتها ريام التي غيّرت حياتها وعدّلت لها أوتار الكتابة وخلّصتها من الكتابة في الخيال المفارق للواقع الذي لا حاجة للطفل منه سوى إثراء الزاد اللّغوي وتنمية الخيال، ففكّرت في كتابة القصص العلمية التي تتعلّق بسير وطريقة عيش الحيوانات التي تتطلب المعرفة الكاملة والدقيقة للعالم الذي تعيش فيه وخاصة ما يتعلّق بالخصائص السلوكية والجسمانية للحيوان وطريقة عيشه واهتمامه بالظواهر الطبيعية. فانكبّت الكاتبة أنوار بذلك على قراءة ومطالعة الموسوعات العلمية التي تهتم بالحيوان والطبيعة على حدّ السواء. وصارت تبسّط للطفل في كتاباتها المعلومات العلمية بطريقة فيها الكثير من التشويق تعرّفه بهذه الحيوانات وتحبّبه فيها حتى أنها بيّنت للطفل القارئ في قصة «الأسد والشيهم المسالم» أن الأسد بالرغم من عظمته فإن الشيهم الحيوان الصغير بإمكانه أن يهزمه وهكذا دواليك.. وعرفت أنوار من خلال ما خاضته في تجربتها مع ابنتها عندما كانت صغيرة أن حاجة الأطفال الى القصص العلمية كبيرة وخاصة التي تتعلق بعالم الحيوان كما أنها عرفت أن لكل مرحلة عمرية عبوة خاصة بها من المعارف لذلك فإنه يتحتّم على الأولياء والمربّين انتقاء القصص وتخيّرها بصفة جيدة حتى لا يساهموا في تشريد الأطفال والتحليق بهم في الخيال وذلك للحدّ من تمرّدهم على آبائهم إذا تسلّحوا بأفكار لا تتلاءم مع الواقع المعيش.