بعد غيابها المطول نسبيا عن الساحة، وارتفاع أصوات عديدة مشككة في قدرتها على الحفاظ على وحدة اتحاد الصناعة والتجارة، وحمايته من التفكك في ضوء النتائج الأخيرة للاتحادات الجهوية، وبروز هيكلين متنافسين وموازيين، عادت رئيسة الأعراف إلى الواجهة بعد الندوة التي نظمها الاتحاد تحت شعار « المؤسسة إلى اين؟». الندوة شهدت إقبالا نوعيا وعدديا معتبرين من رجال الأعمال، وصراحة كبيرة في الحديث ، وصلت حد التلويح بتحرك احتجاجي، مع الدعوة للحوار مع الحكومة.
وهو مؤشر على استعادة الأعراف الثقة في منظمتهم، ودعم موقف وداد بوشماوي، وتخليصها من صورة «الرئيسة الوقتية» التي أصابت هياكل الاتحاد بالشلل، وأضعفت موقعه وقدرة المكتب التنفيذي الذي نهشته الخلافات وتصفية الحسابات منذ استقالة الهادي الجيلاني، على ترتيب البيت الداخلي للمنظمة.
وداد بوشماوي تحمل الان تفويضا قويا وواضحا من الأعراف للتواصل مع الحكومة واتحاد الشغل، في ارتباط بالمفاوضات الاجتماعية، والتعثر المسجل في تحسين مناخ الأعمال في البلاد، بتواصل موجة تجريم وتشويه رجال الأعمال، ومنهم رئيسة الاتحاد التي هوجمت بطريقة مجانية و«مشبوهة» اثر الحركة القضائية الأخيرة.
الإصرار على الاستهداف في غياب مسؤولين قادرين على تنفيذ التزامات ووعود رئيس الحكومة بمعالجة عديد الملفات وخاصة رجال الأعمال الممنوعين من السفر، والمهددين بالمصادرة، دفع كثيرا من الأعراف للهجرة بمشاريعهم، للخارج ولدول الجوار. وهو يمثل رهانا كبيرا تبدو وداد بوشماوي قادرة على رفعه لو توحد الأعراف حول منظمتهم ، وأسرعت الحكومة في تجسيم تعهداتها وتسلحت بالجرأة والشجاعة في حماية المؤسسة وأصحابها، والتخلص من القنابل الموقوتة التي تركتها لها الحكومات السابقة.