تدهورت البنية التحتية لميناء الصيد البحري بمدينة ملولش بشكل كبير في الفترة الأخيرة وتعالت أصوات البحارة المنادية بإعادة تهيئته. تعود تهيئة ميناء مدينة ملولش إلى سنة 1995 الذي تحوّل بفضل الخدمات التي يقدمها إلى متنفس لبحارة المناطق الجنوبية الشرقية لولاية المهدية، هذا الميناء يتكون من عديد المخازن والدكاكين وُضعت على ذمة أصحاب السفن ومراكب الصيد من أبناء الجهة، إضافة إلى معمل تحويل الثلج، وحوضين لإيواء السفن، وخزانات ضخمة لمختلف أنواع المحروقات بهدف تخفيف العبء عن البحارة.
ميناء ملولش سرعان ما فقد إشعاعه وانعدمت الرعاية المطلوبة بمختلف مكوناتها، إذ لم تعد البلدية تقوم بالمهام الموكلة إليها حيث تزامن ذلك مع تفشي الفساد بين بعض أعضاء المجلس البلدي بملولش في سياق المنظومة الكاملة لدولة الرئيس المخلوع... فتخلى البحارة عن الدكاكين المخصصة لوضع وسائل عملهم بعد أن عجزوا عن دفع معلوم الأداء البلدي، وأغلق معمل الثلج أبوابه، وأُتلفت معداته، وأصاب الصدأ الخزانات المخصصة للمحروقات حتى أضحت مظاهر الحياة بالميناء شبه منعدمة.
ومن جهة أخرى فقد تراجعت مداخيل البحارة بشكل كبير، وضاق الأهالي ذرعا من سنوات الضنك وتواصل سياسة التجاهل التي اعتمدتها الجهات المسؤولة تجاه أبناء ملولش، خاصة وأن الميناء يعتبر المتنفس الرئيسي لمتساكني معتمدية الجم المجاورة طيلة السنة، والشريان الحيوي للدورة الاقتصادية بالمنطقة ككل.
وبالنظر إلى الحالة المتردية التي أصبح يتخبط فيها ميناء الصيد البحري فقد طالب البحارة، وكافة قوى المجتمع المدني بالجهة بضرورة إعادة تهيئة الميناء في أقرب الآجال حتى تتمكن عديد العائلات من تأمين لقمة عيشها، والمساهمة في الحد من ارتفاع نسب البطالة المتفشية في المنطقة.